على مدى أسبوعين، تتابعت الطلعات الجوية لقوات التحالف العربي في عملية (عاصفة الحزم)، فوق الأراضي اليمنية، تقصف الأهداف التي تم تحديدها، والتي من شأنها أن تؤدي إلى إضعاف وإنهاك قوة الحوثيين. ولكن لم تلن للحوثيين قناة وما وهنت عزيمتهم، بالرغم من كل ذلك القصف المتتابع، بل ازدادت سيطرتهم على أجزاء واسعه من الأراضي اليمنية.
وتتوجه قوات التحالف العربي لفرض تدخل عسكري برى وشيك، إلا أن الغموض والضبابية يلفان موقف بعض الدول المشاركة في التحالف، مثل عبدالفتاح السيسي الذي يتردد في إرسال الجنود المصريين للمشاركة في العمليات البريه، فهو من يقول إن أمن الخليج هو (مسافة السكة)، ولن تتخلى مصر عن أشقائها في الدول العربية، وإن أمن مضيق باب المندب من أولويات أجناده، ولكنه عندما حلت الفكرة، يصرح بأن جيش مصر هو لمصر فقط، وكأن هزيمة المصريين في اليمن في الستينيات تأبى أن تفارق عقله، ويتشابه موقف باكستان مع الموقف المصري، ذلك أن وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف ذكر أمام البرلمان، أن السعودية تقدمت لبلاده بطلب طائرات وسفن حربيه وجنود، وهم لا يزالون في ريبهم يترددون، ويراغون.
باختصار.. إذا تم الاجتياح البرى في اليمن بعد عمليات القصف الجوي، بمن حضر، وتجاوز المخلفين من الدول، من الممكن فيما أتصور أن يؤدى ذلك إلى إيقاظ الطوائف الشيعية في كل الأقطار مثل باكستان والتي بها نسبة عشرين بالمائة من الشيعة، والبحرين، والهند، وتركيا، ولبنان التي يوجد بها حزب الله الموالي لإيران وسوريا بشار الأسد وهو الشيعي النصيري الذى دمر القطر السوري وأصبح أثرا بعد عين.
إن المنطقة بأكملها في حاله كهذه مرشحه للاحتقان الطائفي ومن ثم حروب لا تبقي ولا تذر، وليس أدل على ذلك من الموقف الأمريكي الذى يتظاهر بالمتابعة والاهتمام، وهم وأولو نعمتهم من اليهود من خطط خرائط الشرق الأوسط الجديد سواء بسواء، ويساعدهم في ذلك أذنابهم من بني جلدتنا، الذين تضج صحائفهم بالطعن في الدين والتشكيك في صحيح البخاري الذي هو أصح الكتب بعد كتاب الله.
وفى الحديث الصحيح: (توشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها).
ومثلما يحدث في تكريت بين الشيعة الذين قاتلوا تنظيم الدولة الإسلامية والآن يقتلون كل السنيين دون أي ذنب - كما تنبأ بذلك الجنرال الأمريكي بترايوس في غفلة منه - فإن اليمن يخشى عليه نفس الطامة والاحتراب الطائفي المذهبي بين الشيعة الاثني عشرية وأهل السنه، وهذا ما يعطى إيران أملا لتحقيق حلمها بإقامة الإمبراطورية الفارسية، ذلك أن إيران التي تمثل المنبع الشيعي المنحرف والزائغ عن الحق، هي من تسعى لضرب العرب ببعضهم ونقل فكرها الضال إلى الجزيرة العربية وتنادي في الوقت نفسه لمحاربة الشيطان الأكبر إسرائيل، وهي مجرد أمان لا تتجاوز تراقيهم.
إن الحل السياسي مطلوب الآن أكثر من أي وقت مضى قبل التورط في المستنقع اليمني، وتفويت السانحة على إيران والفوضى الدموية الطائفية التي يمكن أن تشتعل في أي لحظه.