تناولت صحيفة "جنوبية" اللبنانية قضية زوجة
علي البزال الذي عاد إلى وطنه جثة هامدة إلى مثواه الأخير، وذلك بعد تسعة أشهر من اختطافه على أيدي
جبهة النصرة.
وقالت الصحيفة إن البزال الذي قتل منذ ثلاثة أشهر برصاص مسلحي "جبهة النصرة"، وبعدما رفضوا تسليم جثته إلى ذويه، عادوه اليوم، وفتحوا جراحا لن يضمدها الزمن. عائلة علي ودّعته الوداع الأخير، والداه كحّلا عيونهما بوداع علي. ولكن ماذا عن زوجة الشهيد التي لا تزال تذرف دموع القهر والاشتياق لزوجها؟
وأوردت الصحيفة رواية بعض سكان المنطقة الذين قالوا إن أهالي
البزالية وعائلة علي حرموا
رنا الفليطي من وداع زوجها ومن طفلتها؛ فقط لأنّها من
عرسال، فكيف يمكنهم أن يبكوا ويصرخوا وهم يمارسون الظلم على رنا التي أحبّها ابنهم؟ فرنا الفليطي ابنة عرسال وزوجة علي البزال ابن البزالية الذي جمعهما الحب منذ أكثر من ست سنوات، تحدّيا المصاعب والحواجز، ليكلّلا حبهما بالزواج والإنجاب، ها هي اليوم تمنع من قبل عائلته من وداع زوجها الوداع الأخير.
وهي التي اعتصمت عندما اختطف علي، وقطعت الطرقات مثلهم، مناشدة الدولة والخاطفين بدموعها وقوّتها من أجل علي، عرّضت حياتها للخطر، وزارت الخاطفين، لتتوسل إليهم؛ لكي يعود علي لأهله وابنته ووطنه، وهي التي سارعت منذ شيوع خبر تسليم جثته إلى المستشفى، متمنيّة أن تكون الجثة التي سلّمها المسلحون ليست لعلي.
وتابعت الصحيفة بأن كل هذا لم يشفع لرنا عند أهالي البزالية وعائلة علي، فمنذ شيوع خبر مقتله، حرموها من تقبّل التعازي بزوجها، ومن وداعه في دفنه، ومن ثمرة حبها هي وعلي (ابنتها). فهي اليوم لم تخسر زوجها فقط، بل حرمها ذووه من ابنتها، فقط لأنّها ابنة عرسال، البلدة التي تعيش منذ أشهر تبعات حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل، بلدة ذنب أبنائها الوحيد أنّ جغرافية بلدتهم تقع على الحدود مع سوريا، لذلك كانت مقصدا للنازحين ومهربا للمسلحين.
وأوردت الصحيفة حديث رنا المفجوعة بوفاة حبيبها وزوجها، حيث لا تستطيع اليوم أن تحتضن ابنتها الوحيدة مرام، فكيف استطاع أهل علي الذين ذاقوا طعم القهر والجرح على ابنهم أن يحرموا أمًا من ابنتها؟ وأي عادات وتقاليد تحرم الطفلة التي لا يتعدّى عمرها أربع سنوات أن تعيش بعيدةً عن أمّها وحنانها، بعدما حرمها القدر من والدها؟
يذكر أن الجيش تسلم جثة علي البزال الذي ذبح على يد "جبهة النصرة" ونقلها بسيارة تابعة للصليب الأحمر إلى المستشفى العسكري لإجراء فحص الـDNA والتأكد منها. وكانت هيئة علماء المسلمين في القلمون تسلمت الجثة من "جبهة النصرة" لتسلمها للجيش.
وكانت زوجة البزال تحدثت بأسى عن اتهامها بأنها عميلة "للنصرة" وتنقل إليها تحركات الأهالي "ونفت أن يكون لديها شقيق مقرّب أو منتمٍ إلى "النصرة"، كما أشيع.