جدد أحد أبرز قادة
ميليشيات "الحشد الشعبي" الشيعية في
العراق اتهاماته للمكون الكردي بالعمل على تعميق الخلافات السنيّة- الشيعيّة، من أجل الحصول على المزيد من المكاسب، داعيا الساسة العراقيين إلى السماح للأكراد بالانفصال لتحويل المسألة إلى قضية إقليمية.
ورأى قيس
الخزعلي، وهو زعيم ميليشيا "عصائب أهل الحق" الشيعية، أن المكون الكردي عمل على إدارة موضوع المحاصصة الطائفية والقومية في العراق بشكل ناجح جدا، وفرض طلبات كبيرة وبسقوف عالية جدا مع الحكومة المركزية في بغداد، حسب قوله.
وقال الخزعلي في مقابلة مع التلفزيون العراقي الأحد، وأعاد بثها مساء الاثنين: "لقد استغلّ
الأكراد الخلافات السنية الشيعية لصالحهم، وإن الضعف الذي يتسم به السياسيون العراقيون هو من سمح لهم بذلك"، متهما الأكراد بأنهم يهددون بالانفصال بشكل دائم من أجل الحصول على تنازلات سياسية ومادية من الطرف الآخر.
ودعا جميع المكونات العراقية إلى أن "توجّه خطابها للأكراد للقبول بحصة معقولة من هذا الوطن، وبالتساوي مع الجميع، أو أن يعلنوا انفصالهم"، مبديا ترحيبه بخطوة الانفصال الكردي عن العراق.
وأوضح الخزعلي أن الانفصال الكردي من شأنه أن يحوّل القضية برمتها من مشكلة داخلية يعجز الساسة العراقيون عن حلّها، إلى موضوع إقليمي تتكفل دول مثل تركيا وإيران بالتصدي له، معربا عن اعتقاده بأن الأكراد لن يتجرأوا على اتخاذ قرار الانفصال عن العراق.
وقال الخزعلي إن القيادة السياسية في الإقليم الكردي لا تؤمن بأنها عراقية، مضيفاً أن تاريخ العراق القديم تقاسمته الحضارات السومرية في الجنوب، والبابلية في الوسط، والحضارة الآشورية في الشمال، ولا يوجد في تاريخ العراق شيء اسمه جبل، في إشارة إلى طبيعة تضاريس المنطقة الكردية الجبلية.
وسبق للخزعلي أن قال في خطاب سابق له أمام عدد من أنصاره في مدينة الناصرية جنوب العراق، إن قوات "الحشد الشعبي" ستقرر متى تدخل مدينة كركوك التي تخضع لسيطرة قوات البيشمركة الكردية، وأن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني سيكون أول الهاربين منهم، على حد تعبيره.
وكان نجل رئيس إقليم كردستان ورئيس جهاز الاستخبارات في الإقليم، مسرور بارزاني، قد أعرب في وقت سابق عن مخاوفة من الدور الذي تلعبه الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، التي غطت على أي دور للجيش العراقي في المعركة مع تنظيم الدولة.
وقال مسرور بارزاني إن استعانة الحكومة العراقية بهذه الميليشيات قد تؤدي لمشكلة أكبر من التنظيم، وذلك من خلال زيادة التوتر بين المجتمعات السنية والشيعية في العراق.