قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إن الهيئة المسؤولة عن اختيار المرشد الروحي الأعلى للثورة الإسلامية في
إيران القادم اختارت متشددا ليرأسها، الأمر الذي يعد ضربة للرئيس حسن
روحاني والجناح المعتدل.
ويشير التقرير إلى أن آية الله محمد
يزدي، رئيس هيئة القضاء السابق المعروف بتشدده ومعارضته للحركة الداعية للديمقراطية، قد حصل على 47 صوتا من أصل 73، ليترأس مجلس الخبراء، وتفوق على آية الله هاشمي
رفسنجاني، الرئيس السابق والشخصية المؤثرة المتحالفة مع الرئيس حسن روحاني.
وتبين الصحيفة أن مجلس الخبراء يتكون من رجال دين بارزين يقومون نظريا بالإشراف على أداء آية الله علي خامنئي،
المرشد الأعلى للثورة الإيرانية. أما عمليا فينحصر دورهم في انتخاب مرشد جديد عندما يتوفى المرشد الحالي.
ويذكر التقرير أن يزدي سيتولى المنصب لمدة عام، حيث سيقوم بتأكيد مبدأ البحث و"اكتشاف" المرشد القادم، الذي يقول إنه معين من عند الله، ويرفض يزدي العملية الديمقراطية التي تؤدي إلى انتخابات حرة.
وتلفت الصحيفة إلى أن المجلس سينهي فترة الثمانية أعوام التي ينتخب أفراده فيها، وذلك في العام المقبل عندما تعقد الانتخابات لاختيار أعضاء جدد، وستحدد الانتخابات العامة للبرلمان ما إذا كان روحاني سيظل قادرا على هزيمة المتشددين في مجلس النواب أم لا.
ويفيد التقرير بأنه يتم التدقيق في المرشحين من المجلسين، للتأكد من أن أفكارهم لا تتعارض مع مبادئ الثورة الإسلامية عام 1979، وهي إجراءات كان المتشددون يستخدمونها لحرمان الإصلاحيين من حق الترشح للمجلسين.
ويتوقع المراقبون أن تكون الإجراءات شديدة، لأن المجلس سيقوم باختيار المرشد الأعلى القادم.
وتذكر الصحيفة أنه قد انتشرت في الفترة الماضية إشاعات حول صحة آية الله خامنئي، بعد خضوعه لعملية جراحية في أيلول/ سبتمبر العام الماضي. ويعتقد أن المرشد البالغ من العمر 75 عاما في حالة صحية سيئة، وهو ما ذكرته صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، التي نقلت عن مسؤولين أمنيين غربيين قولهم إن سرطان المثانة الذي يعاني منه آية الله قد انتشر في معظم جسده.
واستخدمت المعارضة الإيرانية في الخارج تقرير الصحيفة الفرنسية، وربطته بالجولة الجديدة من القمع السياسي في إيران.
ويستدرك التقرير بأن مسؤولا مقربا من النظام قابل والده آية الله خامنئي الأسبوع الماضي في حفلة خاصة، وأكد أنه لم تظهر على المرشد أي إمارات من المرض. وقال: "نشك بأن وراء هذه التسريبات المخابرات الإسرائيلية والعربية لزعزعة الاستقرار في إيران، وإفشال المحادثات النووية".
وتوضح الصحيفة أن المحادثات بين طهران ومجموعة الدول العالمية وصلت إلى 5+1 وهي نقطة محورية مهمة. ويتوقع المحللون الغربيون والإيرانيون أن يتوصل الطرفان إلى توافق حول النشاطات الإيرانية في نهاية الشهر الحالي، وقد تقود إلى اتفاق شامل في نهاية شهر تموز/ يوليو المقبل.
وتنقل الصحيفة عن سياسي إصلاحي قوله: "تحتاج إيران إلى بقاء هذا المرشد حتى توقيع الاتفاق النووي، وإلا لا أحد يعلم غير الله ماذا سيفعل المتشددون". فقد أعطى آية الله خامنئي دعمه الكامل للمحادثات، ومنع المتشددين من تخريبها.
ويورد التقرير أنه بالرغم من أن آية الله خامنئي لا يتمتع بالجاذبية ذاتها التي تمتع بها سلفه آية الله خامنئي، إلا أنه يتمتع باحترام واسع في إيران، خاصة أنه منح إيران حسا من الاستقرار في منطقة مضطربة.
وتستدرك الصحيفة بأن صورته تشوهت عندما أعطى الضوء الأخضر للأمن كي يقمع التظاهرات المطالبة بالديمقراطية، أو ما عرفت بالثورة الخضراء التي أعقبت انتخابات عام 2009. واستطاع خامنئي إصلاح صورته بعد قيامه بتقييد المتشددين ودعم الإصلاحات الاقتصادية التي اقترحها روحاني والمحادثات النووية.
وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن زهرة (43 عاما)، وهي مصففة شعر، تقول: "لو كان فعلا يقترب من الموت فيجب علينا أن نخرج أموالنا من البنك؛ لأن إيران ستعيش حالة اضطراب لو حدث شيء له".