قالت مجلة "نيوزويك" إن رئيس الوزراء الهولندي مارك رات دعا إلى قتل الجهاديين الهولنديين حتى لا يعودوا مرة أخرى إلى
هولندا.
ويشير التقرير إلى أن هذه التصريحات جاءت في أثناء مناظرة تلفزيونية حدثت مساء الخميس، حيث قال فيها إنه من الأفضل لو قامت القوات الهولندية، التي تشارك في
التحالف الدولي ضد
تنظيم الدولة، بقتل المواطنين الهولنديين بدلاً من السماح لهم بالعودة إلى بلادهم ليقوموا بارتكاب جرائم إرهاب.
وتبين المجلة أن رات، الذي يقود حزب الشعب للحرية والديمقراطية، تعرض لانتقاد من معارضيه عندما أطلق تصريحاته، ولكنه دافع عن موقفه قائلاً إن من يذهبون إلى سوريا يعلمون إلى أين هم ذاهبون، ويقول: "إن هدفهم الوحيد هو قتل أكبر عدد ممكن من الناس"، مضيفاً أن "هؤلاء الأشخاص سيعودون قريباً من أجل القيام بهجمات هنا كذلك، وكوني رئيس وزراء فإن هذا يعني أني موجود لحماية الشعب".
ويورد التقرير أن ألكسندر بيتشولد، زعيم الحزب الاشتراكي الليبرالي المعارض "ديمقراطيون 66"، وصف تصريحات رات بأنها "لا تناسب رئيس وزراء"، وقال إنه "شعر بالدهشة والخجل لقول رئيس الوزراء دعوهم يموتون هناك".
وتلفت المجلة إلى أن المتحدثة باسم الحزب لورا هاوسمان، ذهبت إلى أبعد مما قاله رئيس الوزراء، حيث قالت إنه من الأفضل أن تقتل الحكومة الأشخاص الذين سافروا إلى الشرق الأوسط للقتال، بدلاً من السماح لهم بالعودة.
وتضيف هاوسمان: "أعتقد أن بيتشولد يقلل من مستوى قدرة المحاكم الهولندية على ممارسة سلطاتها القانونية في شمال العراق وشرق سوريا، وبناء عليه فنقده ليس قائماً على فهم جيد للحقائق على الأرض. ولكن علي التأكيد أن بيتشولد من المؤيدين المتحمسين لمشاركة هولندا في التحالف ضد تنظيم الدولة البربري. ومن هنا فالنتيجة المنطقية هي أن الإرهابيين، وبعضهم دون شك هولنديون، يكونون في مرمى أسلحتنا الفتاكة. وهذا الخيار مفضل على عودتهم، وقد تدربوا جيداً وهم متعطشون للدماء وإرهابيون يلوحون بالبنادق، ويرغبون بقتل أكبر عدد ممكن من الهولنديين. فهولندا بلد آمن وسالم دونهم".
ويفيد التقرير بأن هولندا كانت قد أرسلت ست طائرات "إف-16"، للمساعدة في حرب تنظيم الدولة.
وتذكر المجلة أن قادة الأحزاب السياسية كلهم حضروا اللقاء، باستثناء زعيم حزب الحرية اليميني غيرت ويلدرز، الذي منعه المرض من المشاركة، وكلهم لم يوافقوا على تصريح رئيس الوزراء.
ونقلت "نيوزويك" عن بيتشولد قوله: "إنهم ليسوا متشددين فقط، ولكنهم أطفال أيضاً، وترى منظمات الشباب الهولندية أن هناك 30 طفلاً هناك، وهناك فتيات هولنديات اعتنقن الإسلام بالإكراه، وأعتقد أنه من المؤسف أن تقول (دعهم يموتون هناك في الصحراء)".
وأضاف: "أعتقد أن على كل جهادي يعود إلى هولندا المثول أمام المحكمة وتوضيح أسباب سفره".
ويقول بيتشولد إن تصريحات رات يمكن أن توصف بالشعبوية "فرد فعل غالبية الهولنديين هي دعهم يذهبون هناك ودعهم يموتون هناك، ولكن لا حكم إعدام في هولندا، ولهذا نريد تطبيق حكم القانون"، بحسب المجلة.
ويشير التقرير إلى أن عدد الشبان الذين سافروا إلى سوريا بلغ حوالي 160 شخصاً، بحسب بيان صدر في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، من دائرة التنسيق الوطنية للأمن ومكافحة الإرهاب.
وتختم "نيوزويك" بالإشارة إلى أنه جاء في البيان: "بحسب علمنا فقد توفي ثمانية عشر شخصاً، بعضهم قتل جراء الغارات الجوية التي شنها التحالف الدولي أو نتيجة للعنف داخل الجماعة الجهادية"، وهناك الآن حوالي ألف هولندي في مناطق الحرب، بينهم 30 امرأة.