لا تفهموني خطأ فتظنون ان الذين سأتناوش بعضهم اليوم قد نغّصوا علي ّ فرحتي بنهوض
العراق بوجه الإرهاب نهضة "أخو اخيته" بكل المعاني. ولا تأخذكم الظنون، أيضا، فتعتقدون ان الرعب قد مس
الدواعش فقط، بل ان فيمن يدعي محاربة الدواعش وهو اما جالس في بيته، او قابع تحت نعمة دولة أخرى، قد ضيّع صول جعابه اكثر من أي داعشي آخر وهو يرى انتصاراتنا تعانق السماء.
أسألكم بنية صافية: من هو الداعشي يا حضرات؟ إن كان برأيكم هو فقط ذلك الملتحي بجلباب أفغاني، أو انه من يفخخ نفسه وسط الناس، او يذبح الأبرياء أو يحرقهم أحياء باسم الله، فإنكم واهمون. كل حاقد على البشرية داعشي. وكل من يرى ان العراق له وحده لا يحق لغيره العيش فيه، فهو ليس داعشيا، حسب، بل وابن داعشية أيضا. ومن ينادي او يغني بقطع ألسنة الناس او قص أيديهم، بحجة تقديس هذه الجهة او تلك، سياسيا كان أم شاعرا أو مطربا أو حمّالا او بنجرجيا فهو داعشي حتى ولو اقسم على نفي ذلك بالكعبة مليون مرة.
ما شاهدت أحدا من هؤلاء الا وصعب عليّ التفريق بين وجهه الكريه ووجه كل إرهابي مقيت. لا يهمني مذهبه ولا دينه ولا عنصره فهذه كلها عند من أجده حاقدا على الشعب لا اشتريها بزبانة. واني والله لأحتقره أكثر من احتقاري الغزاة الذي زاعتهم بطون الأرض علينا.
اكوام من هؤلاء يبثون سموم حقدهم في الفضائيات الطائفية وعلى صفحات التواصل الاجتماعي بحثا عن تجميع "لايكات" في الفيسبوك وينسون ان من يمطرهم بها لا يقل عنهم حقدا وغباء. بعضهم يتشطّر برؤوس البسطاء فيصور لهم ان جيشنا في هبّته الشجاعة لتحرير تكريت كان متفضلا على أهلها. لا فضل لعراقي على عراقي الا بالحب. ويأتي آخر منهم ليحمّل اهل تكريت، لا بل وسنّة العراق، سبب احتلال داعش لأراضينا رغم انه يعلم جيدا بأن داعش بطشت بالسنّة أكثر مما بطشت بالشيعة. أية طائفية بشعة هذه التي تريد ان تصور جندينا البطل بانه متفضل على أبناء شعبه حين يحرر رقابهم من المحتل؟ لماذا لم يقل هؤلاء الحاقدون قولتهم عندما تحررت آمرلي على يد جيشنا الباسل؟ اصار الأخ متفضلا على أخيه لو هبّ لنجدته؟ يا حسافة.
ليت هؤلاء الضاحكين على الناس باسم الحرص على المذهب والحشد الشعبي أكرمونا بسكوتهم حتى لا يجبرونا على قول مالا يسرّهم. ليس خوفا منهم او مدارة لعقولهم، فهم أصلا بلا عقول، لكنها لحظة انتصار حاسمة يقدم فيها الأهم على المهم. أسألك الصبر يا الله.
(نقلا عن صحيفة المدى العراقية)