رفض رجل الأعمال الإماراتي
خلف الحبتور ترحيب
السعودية بالرئيس التركي رجب طيب
أردوغان في ظل زيارته للسعودية، وسط "التكهنات الإعلامية التي أشارت إلى احتمال حدوث تحول في السياسة الخارجية السعودية، لا سيما في ما يتعلق بجماعة الإخوان المسلمين التي تصنفها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في خانة المنظمات الإرهابية"، بحد قوله.
الحبتور قال، في مقالة بعنوان "أردوغان لا يستحق أن تفرش له السعودية السجاد الأحمر"، إن العلاقات بين مصر والسعودية لن تتبدل، وسط تعهد الملك بالسير على سياسات الملك عبد الله الراحل، بالإضافة للاتصال المتبادل بين
الملك سلمان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بداية الشهر الجاري، انطلاقا "من الروابط الاستراتيجية، والمستقبل المشترك"، مشيرا إلى أنه من الملفت النظر تزامن زيارة أردوغان إلى السعودية مع زيارة السيسي.
وفي مقالته التي نشرها على موقع السياسة الكويتي، استغرب الحبتور توقع أردوغان بترحيب سعودي، انطلاقا من انتقاده للنظام المصري، و"دفاعه الشديد عن الإخوان المسلمين"، إذ أتاح "هذا السلطوي المتشدق في الكلام للقنوات التلفزيونية التابعة للإخوان أن تبث بروباغندا مناهضة للمصريين انطلاقاً من الأراضي التركية، كما أنه شن هجمات كلامية على الرئيس المصري غير عابئ بأن نسب التأييد للسيسي هي من الأعلى على الإطلاق"، على حد قوله.
وأبدى الحبتور قلقه من التطورات الأخيرة في العلاقة بين الإخوان المسلمين والسعودية، أبرزها تصريح وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل بأن "السعودية لا مشكلة لها مع الإخوان المسلمين"، بالإضافة لما نشرته صحيفة "السبيل" الأردنية بأن السعودية ستستضيف "الاتحاد العالمي للإخوان المسلمين" خلال المؤتمر الإسلامي، الذي "يعرف بأنه يقيم روابط وثيقة مع الإخوان، ويرأسه يوسف القرضاوي الذي يدعو إلى الجهاد ضد السلطات المصرية وهو الآن فار من العدالة بعدما أصدر الإنتربول مذكرة توقيف بحقه".
واعتبر الكاتب هذه التطورات "إقحاما لمصر والإمارات العربية المتحدة اللتين تعتبران أن جماعة الإخوان المسلمين هي المظلة العقائدية للعديد من التنظيمات الإرهابية، في موقف صعب"، معتبرا إياها "مسألة ولاء، فالسعودية دولة شقيقة، ومن غير المقبول أن تُعامِل أعداء الدول الصديقة لها معاملة الأصدقاء"، ما يؤدي إلى تعمق "التصدعات في العالم العربي الذي يرزح تحت وطأة التهديدات من عملاء إيران وبرابرة الدولة الإسلامية والجماعات التابعة لتنظيم القاعدة، في حين أن الأوضاع تُحتِم على الدول السنية أن ترص صفوفها"، على حد قوله.
وبالإضافة لاستنكار الكاتب ما اعتبره موقف أردوغان من القاهرة، استنكر الكاتب كذلك "احتضانه على ما يبدو لمقاتلي الدولة الإسلامية"، مستشهدا بقوله إنهم "يستخدمون الأراضي التركية للعبور إلى سوريا وشراء الإمدادات بما في ذلك البزات العسكرية – كما أنهم يُعالَجون في المستشفيات التركية بدافع الرحمة"، فضلاً عن رفض أنقرة السماح للتحالف باستخدام قاعدة إنغرليك الجوية. ويسرد الكاتب قصة "مقاتل سابق من داعش روى أن الجيش التركي سهل عبوره إلى سوريا من أجل ضرب الأكراد"، نقلا عن أكي بريتز، المحلل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية المتخصص في شؤون مكافحة الإرهاب.
وقال رجل الأعمال الإماراتي إنه إذا كان "بريتز محقاً، فيجب أن يُعامَل أردوغان معاملة المنبوذين بدلاً من أن يلقى معاملة الضيوف المكرَمين إلى أن يكفر عن ذنوبه عبر دعم التحالف الذي يخوض مواجهة ضد الدولة الإسلامية، ويعلن على الملأ أنه لم يعد يدعم الإخوان المسلمين، ويدين أي تدخل خارجي يهدد أمن مصر واستقرارها"، معتبرا أن الاختبار الأكبر لأردوغان هو ما إذا كان "سيبدي استعداداً أم لا لمصافحة الرئيس السيسي في حال التقيا وجهاً لوجه في الرياض. لكن إذا شعر الرئيس المصري بأن كميناً نُصِب له كي يقدم تنازلات للإخوان، فقد يسود تشنجٌ في الأجواء".
وحض الحبتور "المسؤولين السعوديين بقوة على أن يحرصوا على انتزاع توضيحات منه حول مواقفه قبل زيارته إلى المملكة أو خلال الزيارة، وأن يطلبوا منه العودة عن موقفه السلبي تجاه القاهرة التي تخوض مواجهة مع مجموعات تعهدت بالولاء لتنظيم الدولة الإسلامية في شبه جزيرة سيناء، وللمجموعة التابعة لها التي تتخذ من بلدة درنة الليبية مقراً لها وتحاول التسلل عبر الحدود المصرية الطويلة وغير المضبوطة جيداً مع الجارة الغربية"، على حد تعبيره.
وأوضح مقال الكاتب في الصحيفة الكويتية تمنيه أن لا تكون هذه الزيارة بفعل "استجابة السعودية لتمنيات البيت الأبيض الذي أبرم أخيراً اتفاقاً مع أردوغان لتسليح مقاتلي المعارضة السورية وتدريبهم وتجهيزهم"، متسائلا: "هل يُعقَل أن زيارة أردوغان إلى السعودية هي نوع من المقايضة التي فرضتها واشنطن؟".
وأوضح الكاتب مخاوفه من "دعم الولايات المتحدة عملياً للإخوان المسلمين منذ الإطاحة بمحمد مرسي فيما تضع العوائق أمام عملية الانتقال المصرية نحو الاستقرار"، على حد تعبيره، بالإضافة لاستقبال الخارجية الأمريكية وفدا من الإخوان المسلمين، ولقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما وأمير قطر تميم بن حمد وثنائه على قطر باعتبارها "حليفا قويا في تحالفنا من أجل إضعاف تنظيم داعش وهزمه في نهاية المطاف".
واختتم الحبتور مقاله بالتساؤل عما إذا "كان محرك الدمى موجوداً في جادة 1600 بنسلفانيا أفينيو في واشنطن"، في إشارة إلى فتح الله كولن الذي دخل معه أردوغان في مواجهة مفتوحة في قضية "التنظيم الموازي"، مناشدا "القادة في مجلس التعاون الخليجي رفض أي مخطط يهدف إلى إضعاف القاهرة لأنه إذا أُلقي بمصر تحت رحمة الدولة الإسلامية - الإخوان المسلمين، لا سيما في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى التقارب مع إيران، فسوف نلقى جميعنا المصير نفسه في نهاية المطاف".