ملفات وتقارير

"كناكر".. أطماع النظام السوري تقربها من الاشتباك

تبعد بلدة كناكر عن العاصمة السورية دمشق حوالي 40 كيلو مترًا - أرشيفية
"قد لا تخلو رحلة ناشط أو أي قائد عسكري بين ريف دمشق ودرعا أو القنيطرة، من محطة في بلدة كناكر  الواقعة في أقصى ريف دمشق الغربي، حيث إنها قدمت وما زالت تقدم الكثير في سبيل نجاح ثورة الشعب السوري".. هذا ما قاله الناشط في البلدة "أبو صالح".
 
وأضاف أبو صالح الذي زار كناكر أكثر من مرة أثناء تنقله بين قرى وبلدات ريف دمشق، لـ"عربي21" أن "أي بلدة من بلدات القنيطرة لا تخلو من قبر شهيد من كناكر، قدم نفسه في معارك تحرير القنيطرة، فالكثير من شباب هذه المدينة يقاتلون النظام خارجها".

وتقع بلدة كناكر في ريف دمشق الغربي، وتبعد عن العاصمة دمشق حوالي 40 كيلو مترًا، ولها أهمية إستراتيجية، كونها صلة الوصل بين القنيطرة والريف الدمشقي ودرعا، ويتمركز فيها اللواء 121 الذي تتبع له عدة قطع عسكرية، مثل سرية القصارى. وفيها عدة تلال، منها: تل الهوى، وتل الشيح، وتل سريج، وتل عريد، وتل شاظي، وتل بركاله، وتل عنيزة.

وقال الناشط في كناكر عامر علوان، إن الوضع الحالي داخل البلدة أشبه بهدنة غير رسمية، حيث إن الثوار حيّدوا البلدة عن أي عمل عسكري، وذلك بسبب الكثافة السكانية فيها، وخاصة بعد استقبالها كثيراً من اللاجئين، مشيراً إلى أن البلدة تقع بين مرتفعات يسيطر عليها النظام، ويستخدمها في قصف درعا والقنيطرة.

وأضاف لـ"عربي21" أن البلدة في ظاهرها للنظام، "إلا أن وجود مقاتلين من الثوار فيها، بالإضافة إلى عدد كبير من المطلوبين للنظام، حد من تأثير هذا الأخير عليها"، لافتًا إلى أنها "الآن محاصرة من كافة الجهات بعد سقوط تل مرعي بيد النظام وعناصر من إيران وحزب الله اللبناني، ولا يوجد إلا الطرق النظامية التي يسيطر النظام عليها للوصول إلى كناكر".

وفي ما يخص التطورات الأخيرة التي رافقت حملة النظام على بلدات الريف الدمشقي المجاورة لكناكر، كدير ماكر ودير عدس وكفر الشمس، التي تعد مناطق استراتيجية للنظام وحلفائه من جهة، وللثوار من جهة أخرى، بيّن علوان أن النظام يهدد البلدة، حيث إنه "يحاول إمساك أهل البلدة ومقاتليها من اليد التي تؤلمهم، وقد طلب إخضاعها لمصالحة يتم من خلالها تسليم السلاح الموجود لدى الثوار".

وأضاف أن ثوار كناكر وأعيانها ووجهاءها يتعاونون فيما بينهم للخروج من هذه الأزمة، موضحًا أنه "لا يستطيع أحد التكهن بقرارهم تجاه طلب النظام، الذي منح الجميع مهلة قصيرة" من غير أن يفصح علوان عن مدة هذه المهلة.

يشار إلى أن السيطرة على بلدة كناكر وما حولها من قطع عسكرية وتلال، تعد آخر أهداف الثوار للوصول إلى مواقعهم في غوطة دمشق الغربية، وخاصة منطقة خان الشيح وما حولها، لتصبح هذه المناطق متصلة جغرافيا بمناطق سيطرة الثوار في درعا والقنيطرة، ما يرجح أنها لن تبقى في منأى عن المعارك وقتًا طويلاً.