بعد هجمات "
شارلي إيبدو" في 7 كانون الثاني/ يناير الماضي، طلب الفنان السويدي لارس
فيلكس، الذي أساء برسومه للرسول الأعظم، تشديد الحراسة عليه.
وتقول صحيفة "أوبزيرفر" إن فيلكس يعرف أن رأسه مطلوب؛ ولهذا فهو يخطط لحركاته بدقة، ويتعامل مع الأمن بجدية. وقد وفرت له الحكومة السويدية حرسا على مدار الساعة.
ويشير التقرير إلى أن فيلكس يرتب لكل صغيرة وكبيرة، في خروجه ودخوله، وهذا ما فعله يوم أمس، عندما خرج للمشاركة في ندوة عقدت لذكرى إصدار مرشد الثورة الإسلامية آية الله الخميني فتوى ضد الروائي الهندي سلمان رشدي في 14 شباط/ فبراير.
وتبين الصحيفة أن فيلكس يبقى تحت الحماية في الليل والنهار، وعندما يسافر يخرج معه حرس خاص من الخدمات الأمنية السويدية "سابو". وطلب تشديد الحراسة عليه بعد الهجمات على المجلة الساخرة "شارلي إيبدو" الشهر الماضي.
ويستدرك التقرير بأن "الهجمات في كوبنهاغن الليلة الماضية أثبتت أن الحماية المشددة مهما كانت فإنها لا تمنع حدوث المأساة".
وتوضح الصحيفة أنه "في الليلة الماضية لم يكن لدى فيلكس أدنى شك في نية منفذ الهجوم، الذي قتل فيه شخص وجرح ثلاثة من رجال الأمن"، فقد كان هو الهدف. وقال في تصريحات لوكالة أنباء أسوشييتد برس: "من هو الهدف الآخر؟". ويرى أن الحادث ربما "استلهمه منفذه من هجوم شارلي إيبدو".
ويلفت التقرير إلى أن فيلكس يبلغ من العمر 68 عاما، واشتهر عالميا عام 2007، عندما رسم نبي الإسلام بطريقة مشينة، وقدم عددا من الصور الكرتونية، بينها رأس النبي على جسد كلب. وعندما حاول عرض الصور في معرض تلقى تهديدات من متشددين إسلاميين، وعبر القائمون على المعرض عن مخاوفهم. ولهذا فقد تم إلغاؤه.
وتذكر الصحيفة أن فيلكس كان يعرف ردة الفعل على رسومه، كما فعل صديقه الرسام كيرت ويسترغارد، رسام
الكاريكاتير الذي صور النبي وعلى رأسه قنابل متفجرة عام 2005. وتمت تسمية الرسامين إلى جانب رشدي عام 2013، في قائمة أعدها تنظيم القاعدة، تتضمن أهم المطلوب تصفيتهم.
ويفيد التقرير بأنه بعد هجمات "شارلي إيبدو"، التي قتل محرروها بسبب تطاولهم على النبي، علق فيلكس قائلا: "هذا سيخلق جوا من الخوف بين الناس، وعلى مستوى لم نعرفه من قبل، لقد كانت شارلي إيبدو واحة صغيرة لم يتجرأ الكثيرون على ما فعلته".
وتورد الصحيفة أن فيلكس قد التقى بمحرر المجلة ستيفان شاربنيير في تشرين الأول/ أكتوبر، عندما قدمت له جائزة الحرية من لجنة لارس فيلكس، وهي جماعة أنشئت للدفاع عنه.
ويرى فيلكس أن هجوم باريس سيجعل من الصعوبة بمكان تنظيم معارض أو المشاركة في محاضرات، ويقول: "لدي مشكلة في المعارض أو المحاضرات التي تلغى بسبب الخوف، وهذه الحادثة ستجعل الأمور أكثر سوءا"، بحسب الصحيفة.
ويقول فيلكس إن التهديدات التي تلقاها واللكمة التي تعرض لها عام 2010، عندما كان يحاضر، فشلتا في إسكاته: "المشكلة أننا نعاني من رقابة شديدة عندما يتعلق الأمر بالإسلام والدين، وهناك عدد قليل من المجلات التي واصلت عملها مثل شارلي إيبدو".
وتشير الصحيفة إلى أن محكمة أمريكية في بنسلفانيا سجنت امرأة اسمها كولين لاروز، أطلقت على نفسها "جهادي جين"، وخططت لاغتيال لارس فيلكس. وفي عام 2010 حاول شقيقان حرق بيته في جنوب السويد. وفي العام ذاته اعتقل سبعة مواطنين إيرلنديين حاولوا الاعتداء عليه، أربعة منهم جاءوا من أصول عربية، والثلاثة الباقون اعتنقوا الإسلام.
وتختم "أوبزيرفر" تقريرها بالإشارة إلى أن فيلكس بدأ الرسم منذ السبعينيات من القرن الماضي، حيث علم نفسه الرسم، وعمل في النحت فترة. وكانت الندوة التي عقدت في كوبنهاغن تحت عنوان "التجديف وحرية التعبير"، ونظمتها لجنة لارس فيلكس، ومؤسستها هيلي ميريت بريكس.