واصلت الأحزاب
اليمنية مساء الأربعاء المشاورات مع انتهاء المهلة التي حددها
الحوثيون للقوى السياسية للتوصل إلى اتفاق للخروج من أزمة الفراغ في الرئاسة والحكومة المستمرة منذ أسبوعين.
وتجري هذه المشاورات مع ممثلين عن حزب الإصلاح الإسلامي والحزب الاشتراكي وأحزاب أخرى، بحسب مصادر سياسية، ولم يعرف ما إذا كانت هذه الأحزاب ستبادر للخروج من الأزمة الناجمة عن استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومة خالد بحاح في 22 كانون الثاني/ يناير تحت ضغط الحوثيين الذين احكموا سيطرتهم على العاصمة، واستولوا على القصر الرئاسي.
وأمهل الحوثيون القوى السياسية الأخرى ثلاثة أيام لإنهاء الأزمة، مهددين بتكليف "القيادة الثورية" بحسم الأمور، ويأتي هذا الموقف في ختام التجمع الذي استمر ثلاثة أيام، وشارك فيه حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح وقبائل متحالفة مع الحوثيين، إضافة إلى عدد من القيادات العسكرية والأمنية المتحالفة معهم.
وحذر الحوثيون وحلفاؤهم من أنهم سيتولون زمام الأمور في البلاد في حال فشلت القوى السياسية في التوصل إلى اتفاق.
ودارت معارك بين الحوثيين وقبائل سنية، ما أوقع خمسة قتلى على الأقل وفقا لمصادر قبلية.
الحوثيون يفرقون مظاهرة مناوئة لهم غرب اليمن
في سياق متصل، فرق مسلحون حوثيون، عصر الأربعاء، مسيرة جماهيرية خرجت استجابة لدعوة "مجلس شباب الثورة والحراك التهامي" للمطالبة بعودة مؤسسات الدولة إلى مدينة الحديدة غربي اليمن، ورحيل ميليشيات جماعة الحوثي من المدينة.
وأطلق مسلحون حوثيون الرصاص الحي بشكل كثيف على المتظاهرين وسط مدينة الحديدة، الذين هتفوا بشعارات مناوئة للانقلاب الحوثي على مؤسسات الدولة الشرعية، ما أسفر عن إصابة ثلاثة متظاهرين بالرصاص في أقدامهم، فيما أصيب عدد آخر جراء الاعتداء عليهم بالهراوات من قبل الحوثيين.
وقال الصحفي والناشط الشبابي أحمد النعمي إن "الحوثيين باشروا بإطلاق الرصاص الحي على المسيرة التي خرجت عصر الأربعاء، فور وصولها الى أمام مبنى المحافظة، للمطالبة برحيل ميليشيات الحوثي من المدينة، ما أدى إلى إصابة العشرات عقب الاعتداء عليهم بالهراوات، فضلاً عن إصابة آخرين بالرصاص الحي"، على حد قوله.
وأكد النعمي في حديث خاص لــ"عربي21" أن مسلحي الحوثي قاموا بتفريق التظاهرة، واعتقال نحو 50 من الشباب المشاركين في المسيرة المناوئة لهم في الحديدة غربي البلاد". كما قاموا بنهب كاميرا مصور قناة "يمن شباب" علي أبو الحيا، أثناء تغطيته للفعالية الثورية، عصر الأربعاء".
وكان الحوثيون عزلوا في منتصف كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي محافظ الحديدة صخر الوجيه من منصبه، وقاموا بتعيين أمين عام المجلس المحلي حسن الهيج بدلاً عنه، وهو شخصية تابعة لحزب صالح، بعد رفض الوجيه مطالب غير قانونية، ويصعب تنفيذها، بحسب بيان الاستقالة الذي تقدم به إلى الرئيس اليمني حينها.
وسيطر مسلحو الحوثي على مدينة الحديدة (230 كلم إلى الغرب من صنعاء) الاستراتيجية على البحر الأحمر غربي البلاد، التي دخلوها دون أدنى مقاومة في 14 من تشرين الأول / أكتوبر من العام المنصرم.