سياسة عربية

شيخ درزي: وطنيون أكثر من الأسد وهو ليس حامي الأقليات (فيديو)

يتمتع البلعوس بنفوذ كبير في مناطق الدروز

هاجم أحد مشايخ الدروز البارزين في محافظة السويداء في سوريا الرئيس السوري بشار الأسد وأركان نظامه، وقال "نحن وطنيون أكثر من بشار الأسد"، كما سخر من ادعاء النظام بأنه يحمي الأقليات، مشددا على أن الدروز يرفضون تقسيم سوريا، بينما الأسد له إيران، كما قال.

وجاء حديث الشيخ الدرزي وحيد البلعوس خلال اجتماع حاشد في بلدة المزرعة في محافظة السويداء، حضرته شخصيات درزية بينها شيخ عقل الدروز حمود الحناوي وعضو في مجلس الشعب ووجهاء دروز.

ويتمتع البلعوس المعروف بـ"شيخ الكرامة" بنفوذ كبير الآن في ريف السويداء، رغم أنه لا يحمل صفة "شيخ عقل". ولديه مجموعة كبيرة من الرجال المسلحين، ويشارك في محاربة "الإرهابيين" كما يكرر دائما. كما يتولى أيضا متابعة أوضاع المنطقة في جبل العرب، ويقوم بأعمال مثل توزيع المازوت الذي يجلبه بطرقه الخاصة من خارج سوريا؛ على الأهالي.

وهو لم يسبق له أن هاجم بشار الأسد شخصيا، رغم مهاجمته "الفاسدين" في الدولة. وفي تسجيل له نشر قبل شهرين، يتحدث البلعوس عن تمسكه بما أسماه "قائد الوطن".

وأشار البلعوس بحسب تسجيل فيديو نشر على اليوتيوب حديثا؛ إلى اتهام الدروز الذين قاموا بمظاهرات ضد النظام العام الماضي بأنهم "دواعش" و"إرهابيون" بسبب مطالبتهم بإقالة مدير المخابرات العسكرية في السويداء وفيق ناصر الذي يتهمه الدروز باحتجاز جثث خمسة منهم على الأقل في سجونه.

وتابع: "نحن وطنيون. الدروز وطنيون أكثر من كل واحد علوي". كما اتهم النظام السوري بمصادرة المازوت من السويداء وبيعه لـ"الإرهابيين" قائلا إن المحافظ ورئيس فرع الحزب في السويداء لا زالا يتقاسمان الأموال، كمنا اتهم النظام بشراء الوقود من "داعش".

واتهم البلعوس نظام الأسد بالخيانة، كما اتهم عناصر النظام في بلدة "داما" في محافظة السويداء بإطلاق النار على المقاتلين الدروز من الخلف، وأن 42 عنصرا من الدروز قتلوا لكن النظام لم يعتبرهم "شهداء".

واعتبر البلعوس أن "الدولة (النظام السوري) بتعاطيها مع الدروز، كانت أكثر ظلماً وعدواناً من إسرائيل نفسها". وتحدث عن مقتل عدد من شباب السويداء تحت التعذيب في فرع المخابرات العسكرية، كما أشار إلى حادثة في بلدة جرمانا في ريف دمشق حيث قتل فيها شاب من السويداء يملك مطعما بسبب خلاف على ثمن "سندويشة" مع عناصر من الفرقة الرابعة رفضوا دفع ثمنها، وعندما أجبرهم الأهالي على المغادرة عادوا لاحقا وأطلقوا النار بشكل عشوائي على المحل ما أدى إلى مقتل صاحبه. وتساءل البلعوس: "هؤلاء هم حماة الوطن؟".

ولم يطالب البلعوس برحيل الأسد صراحة، لكنه قال إنه إذا أراد البقاء فعليه أن يعلم أن "كرامتنا أغلى منه". وقال: لا نريد رئيسا علويا يعمل في تصنيع الحروب وتهريب الدخان والمخدرات". وأضاف: "السوريون يموتون في كل مكان للحفاظ على سوريا، وإذا لم يقدر بشار الأسد ذلك فـمع السلامة، ما بدنا ياه"، معتبرا أن لن يكون أفضل من جبهة النصرة.

ووجه البلعوس تهدايدات صريحة لكل من رئيس فرع المخابرات العسكرية في السويداء وفيق ناصر ومسؤول الأمن الجوي المقدم عمار. وبينما اتهم الأول بالمسؤولية عن قتل أبناء السويداء في المعتقلات، اتهم الثاني بإهانة المواطنين وإطلاق النار عليهم والتعرض للنساء على الحواجز التي طالب البلعوس بإزالتها نهائيا.

ورفض البلعوس دعاية نظام الأسد بأنه يحمي الأقليات، ورأى أنه يدعي حماية المسيحيين لإرضاء الغرب.

وفي سياق التشكيك بوطنية النظام السوري، أشار البلعوس إلى ما اعتبره اعترافا من المفتي السوري أحمد حسون بإسرائيل، حيث ظهر حسون في تسجيل فيديو وهو يردد كلمة "شالوم" التي تعني سلام بالعبرية. ويعود هذا التسجيل إلى عام 2008، حيث ألقى حسون كلمة أمام البرلمان الأوربي بدأها بطرح التحية بعدة لغات بينها العبرية، كما وضع إسرائيل كإحدى دول بلاد الشام.
    
وقال البلعوس: "أنا رفضت التحدث مع صحفي درزي عندما سألته عن هويته عرفه نفسه بأنه درزي من إسرائيل، نحن لا نعترف بإسرائيل".

وتوجه البلعوس إلى بشار الأسد قائلا: "يا رئيس الجمهورية، إذا إنت بدك تبيع الوطن.. الله يهوّن عليك، سوريا أمنا. ولن نكون غير سوريين. مشروع التقسيم مش موافقين عليه. دولة درزية ما بدنا. دولة ننتمي لها غير سوريا ما بدنا. وطن بديل ما إلنا. أنتم إلكم إيران. والبقية لهم السعودية وما حولها، نحنا إما نعيش فوق الأرض بكرامة أو تحت الأرض بكرامة".