أكد وزير الداخلية
اللبناني نهاد
المشنوق أن المطلوب للدولة اللبنانية شادي
المولوي بات خارج مخيم
عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، في خطوة يأمل اللاجئون في المخيم أن تنزع فتيل انفجار كان ينتظر المخيم بعد الاتهامات التي وجهت للمولوي بوقوفه خلف تفجيرات جبل محسن بطرابلس بداية الشهر الجاري.
وخلال حديث تلفزيوني قال المشنوق: "إن المولوي الذي خاض قبل أشهر مع مسلحين معارك عنيفة مع الجيش في طرابلس، أصبح في منطقة عرسال الحدودية مع سوريا وبحماية جبهة النصرة التي تقاتل النظام السوري وحزب الله اللبناني".
ورغم تصريحات المشنوق القيادي في تيار المستقبل، وفصائل فلسطينية أكدت على معلومة وزير الداخلية، فإن وسائل إعلام لبنانية مقربة من فريق الثامن من آذار الذي يقوده حزب الله قالت إن المولوي ما زال في المخيم.
ونقلت صحيفة الأخبار المقربة من حزب الله معلومات خاصة بها قالت إن هناك "شبه اتفاق على القول بأن المولوي خارج المخيم عملاً بالصفقة القديمة ــ الجديدة معه، التي تقضي بإعلان خروجه، مقابل تواريه الكلّي عن الأنظار داخل المخيّم والتوقّف عن النشاط الأمني، بعد تعذّر الحلّ الآخر بخروج آمن ومضمون بعدم تعقّبه".
شمّاعة للخلافات
في حين وضع مراقبون إصرار بعض وسائل إعلام لبنانية على إثبات وجود المولوي في المخيم في إطار إبقاء مخيم عين الحلوة "كشماعة للأحداث الأمنية في لبنان، لا سيما في ظل محاولات لجعل المخيم مصيدة لكل المطلوبين للدولة ومن ثم ضرب المخيم ككل".
من ناحيتها، أكدت مصادر خاصة من داخل المخيم لـ"عربي21" أن المولوي أصبح خارج المخيم منذ أسبوع على الأقل، وأنه بالفعل يقيم حاليا في منطقة عرسال الحدودية، وذلك نتيجة لجهود بذلتها القوى الإسلامية في المخيم لتجنيب المخيم وأهله عملية أمنية كانت تُحضّر له.
كما أكدت المصادر أن رجل الدين الشيخ أحمد الأسير الذي خاض مناصروه مواجهة مسلحة مع الجيش في صيدا في العام 2012 أصبح خارج المخيم منذ ما بعد عيد الأضحى، على خلاف ما تسعى أطراف سياسية لنفيه وتأكيد وجوده في المخيم.
بدوره عبّر الناطق باسم عصبة الأنصار أبو شريف عقل، وهي إحدى القوى الإسلامية الفاعلة في مخيم عين الحلوة، عبر عن "انزعاجه من وسائل الإعلام التي تصر على الزج بالمخيم في صراعات وخلافات لبنانية داخلية".
المولوي فهم الرسالة
وتعليقا على خبر خروج المولوي من المخيم قال عقل في حديث لـ"عربي21": "تفاجئنا بأن بعض وسائل الإعلام التي تنسج سيناريوهات من خيالها ما زالت تصر على وجود المولوي في المخيم رغم تأكيد وزير الداخلية بأنه أصبح في جرود عرسال".
وأضاف "لدينا معلومات وترجيحات كبيرة بأن الرجل فهم الرسالة التي وجهناها له بأن هذا المخيم المكتظ جدا بالسكان ولا تزيد مساحته عن اثنين كيلو متر مربع لا يستطيع ان يتحمل ملفا كملفه وبالتالي خرج من المخيم".
وأرجع عقل أسباب إصرار بعض وسائل الإعلام على أن المولوي ما زال في المخيم بالقول إن "وسائل الإعلام ومنها جريدة الأخبار المحسوبة على فريق الثامن من آذار، تعمل على إثبات العكس، وتناقض توجهات وزير الداخلية المحسوب على فريق الرابع عشر من آذار، وذلك في إطار صراعات حزبية، وللأسف في كثير من الأحيان الفئات المستضعفة تدفع ثمن هذه الخلافات".
ووجه عقل رسالة للجميع مفادها "نحن كفلسطينيين استطعنا أن ننأى بأنفسنا عن كل ما حصل في لبنان وما يحصل في المنطقة وتحديدا في سوريا والعراق من صراعات، ونأمل منهم أن يتعاملوا معنا على هذا الأساس"، مضيفا "نحن أصحاب قضية هي القضية الفلسطينية وبالنسبة لنا هي أقدس من كل ما يحصل بالمنطقة".
تزع فتيل الأزمة
واذا ما كان خروج المولوي يمثل نزعا لفتيل قنبلة كانت تهدد مخيم عين الحلوة، قال: "نعم، نستطيع القول إن فتيل الأزمة نُزع ولن يكون هناك خسائر جديدة"، لافتا إلى أن الأطياف الفلسطينية في المخيم "أثبتت في أكثر من موقف درجة عالية من الوعي، وإدراكها ما يحاك من مخططات، فخرجنا بموقف واحد هو صمام أمان لمخيم عين الحلوة".
وخلص عقل إلى أن "التجربة التي حصلت تعلمنا منها الكثير، وتجربة مخيم نهر البارد ما زالت ماثلة للعيان من خلال المعاناة التي يمر بها اللاجئون هناك، نحن حريصون كل الحرص ألا تتكرر تجربة مخيم نهر البارد في مخيم عين الحلوة".