دعت حكومة الإنقاذ الوطني الذراع السياسية لقوات "فجر ليبيا"، التي تسيطر على العاصمة الليبية طرابلس، كافة البعثات الدبلوماسية والشركات الأجنبية إلى العودة إلى العاصمة، وذلك غداة اعتداء على مقر إقامة السفير السويسري في البلاد.
وقالت حكومة الإنقاذ الوطني التي يرأسها عمر الحاسي في بيان الأحد: "ندعو جميع البعثات والهيئات الدبلوماسية المعتمدة وكافة الشركات الأجنبية للعودة إلى طرابلس ومباشرة أعمالها في ظل الأوضاع الأمنية المستقرة"، على حد وصفها.
وأكدت هذه الحكومة، التي تتعرض لمحاولات إقصاء من الأسرة الدولية ودول إقليمية من خلال تسليح خصومها ودعمهم، أن "كافة الرعايا الأجانب المقيمين في ليبيا، هم تحت رعاية وحماية الدولة أسوة بالمواطنين الليبيين".
وجاء البيان غداة اقتحام مسلحين مجهولين الجمعة مقر إقامة السفير السويسري لدى ليبيا في طرابلس.
وذكر مصدر في الأمن الدبلوماسي، إن المسلحين عبثوا بمحتويات المنزل قبل أن تتمكن قوات أمنية من إجبارهم على الفرار منه.
وقال إن مجموعة مسلحة اقتحمت الجمعة منزل السفير السويسري لدى ليبيا آرفين هوفر، في حي عاشور، أحد الأحياء الراقية وسط طرابلس. وكان المنزل خاليا من ساكنيه.
وغادرت جميع البعثات الأجنبية من العاصمة طرابلس نتيجة تردي الأوضاع الأمنية، ومحاولة اللواء المتقاعد خليفة حفتر انتزاع السيطرة على العاصمة، بعدما سيطرت عليها في شهر آب/ أغسطس الماضي قوات "فجر ليبيا" المنبثقة عن المؤتمر الوطني الذي يمثل البرلمان الشرعي في البلاد.
السطو على مصرف
وأمام هذه الدعوة، سطا مسلحون ظهر الأحد، على أحد بنوك العاصمة طرابلس وتمكنوا من سرقة ما يعادل أكثر من خمسة ملايين دولار أمريكي.
وقال مسؤول في مصرف ليبيا المركزي إن "مصرف السرايا في شارع ميزان وسط العاصمة طرابلس تعرض ظهر اليوم إلى سطو مسلح.. وتمكنوا من سرقة سبعة ملايين دينار ليبي".
وأوضح أن "مسلحين يستقلون سيارتين معتمتي الزجاج هاجموا المصرف الواقع في الشارع المزدحم بالمارة، لكنهم لم يعترضوا لأي من العاملين الذين سلموا الأموال تحت تهديد السلاح".
قوات حفتر تدفع بتعزيزات إلى "الهلال النفطي"
ودفعت قوات موالية للواء حفتر بتعزيزات عسكرية إلى "الهلال النفطي"، أغنى مناطق
ليبيا بالنفط، في محاولة لمواجهة قوات "فجر ليبيا" التي تنوي الاستيلاء على المنطقة، بحسب مسؤولين عسكريين.
وقال مسؤول عسكري تابع لقوات حفتر الأحد، إن "رئاسة الأركان العامة للجيش أرسلت 16 عربة مدرعة جديدة إلى منطقة ما يعرف بالهلال النفطي، كانت قد وصلت البلاد السبت"، على حد قوله.
وأضاف أن سيارات إسعاف مصفحة من ذوات الدفع الرباعي سيتم إرسالها إلى تلك المنطقة بعد أن تصل البلاد خلال أيام نتيجة لاستهداف سيارات الإسعاف والمسعفين في الاشتباكات.
من جهته، أعلن العميد صقر الجروشي قائد سلاح الجو في القوات الموالية للواء حفتر، إن "طائرتين من طراز (سوخوي 24 – SU- 24M) - وهي طائرة استراتيجية مقاتلة بعيدة المدى - انضمتا لأسطول سلاح الجو وحطتا في مطار راس لانوف النفطي لتكونا قريبتين".
وقال الجروشي إن هاتين المقاتلتين بقيتا من عهد نظام معمر القذافي السابق، وتمت صيانتهما وتجهيزهما للقتال مؤخرا بعد تجريبهما، مؤكدا حصول قواته على مساعدات لوجستية في عمليات الاستطلاع الجوي والإحداثيات في عمليات الدفاع الجوي.
يأتي ذلك في الوقت الذي وصل فيه قادة القوات الموالية للواء حفتر، على رأس وحدات مشاة و30 آلية عسكرية، إلى منطقة الهلال النفطي، مصحوبين بآليات عسكرية وأفراد، لدعم الجبهة القتالية في المنطقة.
وضمت الوحدات العسكرية التي اتجهت من بنغازي شرقا إلى بن جواد غربا (130 كلم شرق سرت) آمر القوات الخاصة "الصاعقة" العقيد ونيس بوخمادة، وآمر اللواء 204 دبابات العقيد المهدي البرغثي، إضافة إلى رئيس التحريات في القوات الخاصة فضل الحاسي، والقائد الميداني لطلائع الكتيبة 21 صاعقة سالم النايلي.
وأطلقت ميليشيات "فجر ليبيا" على عملية زحفها مطلع الأسبوع الماضي باتجاه "الهلال النفطي" اسم "عملية الشروق لتحرير الحقول النفطية"، قائلة إنها جاءت بتكليف من المؤتمر الوطني العام.
وتضم منطقة الهلال النفطي مجموعة من المدن بين بنغازي وسرت (500 كلم شرق العاصمة وتتوسط المسافة بين بنغازي وطرابلس)، تحوي المخزون الأكبر من النفط، إضافة إلى مرافئ السدرة وراس لانوف والبريقة الكبرى في ليبيا.
وتسببت المعارك، التي نشبت بين قوات اللواء حفتر وقوات "فجر ليبيا" منذ السبت قبل الماضي، في تراجع الإنتاج النفطي الليبي إلى نحو 250 ألف برميل مقابل 800 ألف برميل قبل الأزمة، وذلك في ظل تراجع أسعار الذهب الأسود في الأسواق العالمية، ما تسبب في عجز للموازنة العامة للدولة بمليارات من الدولارات.