ردّ رئيس
مكتب خامنئي، محمد محمدي
كلبايكاني، على الانتقادات الداخلية التي توجه للقيادة
الإيرانية حول وقوف النظام الإيراني ودعمه للنظام السوري ورئيسه بشار الأسد، وقال إننا "لو لم نقف وندعم النظام السوري والرئيس السوري بشار الأسد وتخلينا عنهما أمام الثورة السورية، لفقدنا
العراق اليوم. وسيذهب العراق من أيدينا في حال سقوط النظام السوري".
ووفقا لتقرير وكالة أنباء الطلبة الإيرانيين "إسنا"، صرح رئيس مكتب المرشد علي خامنئي في مدينة شيراز، محمد محمدي كلبايكاني، خلال كلمة ألقاها في مراسم أربعينية الحسين بن علي، بأن "البعض ينتقدنا في الداخل الإيراني. ويتساءل: لماذا تدخلنا في الأزمة السورية، وسوريا تعتبر دولة عربية؟".
وأضاف كلبايكاني للرد على منتقدي التدخل الإيراني في سوريا قائلا: "نقول لهؤلاء، إننا لو لم ندافع عن النظام السوري والرئيس السوري بشار الأسد، لذهبت العراق الآن من أيدينا، وأصبحت بيد أعداء الثورة الإيرانية" بحسب تعبيره.
وأشار رئيس مكتب خامنئي إلى أن "تنظيم الدولة الإسلامية الذي يشتهر باسم "داعش" استطاع في الصيف الماضي أن يحتل مناطق سنية واسعة، وأن يسيطر عليها في العراق. والآن، قوات البيشمركة الكردية والجيش العراقي والمليشيات الشيعية بجانب الجيش الأمريكي عن طريق الضربات الجوية استطاعوا إيقاف تقدم تنظيم داعش في العراق".
وشدد كلبايكاني على دور المرجعية الشيعية في إيران والعراق في تحريضهم الشيعة على التطوع والمشاركة في المليشيات الشيعية وحمل السلاح، قائلاً: "لعبت المرجعية الشيعية العليا في العراق وإيران دورا أساسيا ومحوريا لتوحيد صفوف الشيعة في المنطقة، وخصوصا في العراق. وكانت الفتاوى الشيعية التي تصدر للمشاركة بالجهاد الكفائي في العراق لها أثر كبير في تطوع شباب الشيعة ضمن المليشيات المسلحة لقتال الإرهابيين في العراق"، على حد قوله.
وأضاف كلبايكاني: "إننا اليوم نشاهد هذه الحشود المليونية من الشيعة تدخل العراق من كل بقاع الأرض للمشاركة في مراسم الأربعينية الحسينية بكربلاء والنجف وبغداد. ونقول لمنتقدي التدخل الإيراني في الداخل: إننا لو تخلينا عن بشار الأسد لما رأيتم اليوم الملايين من الشيعة تسير نحو كربلاء والنجف وبغداد. وهذه المشاهد هي أفضل رد على من يتهمنا بالتدخل غير المدروس والمكْلِف في سوريا".
ويرى المراقبون للشأن الإيراني أنه بعد هبوط أسعار النفط في الأسواق العالمية والعجز الكبير في الميزانية الإيرانية التي أعلن عنها هذا الأسبوع، انتقد الكثير من الإيرانيين الإنفاق العسكري والمادي الإيراني في سوريا والعراق واليمن ولبنان؛ بسبب ضعف الاقتصاد الإيراني، وارتباطه المباشر مع النفط، وهبوط العملة الإيرانية مقابل الدولار الأمريكي.
وفي المقابل، يرى الكثير من الإيرانيين أن جانبا كبيرا من الأزمة الاقتصادية الإيرانية والفقر الذي يعاني منه المواطن الإيراني مرتبط بشكل مباشر بالاستنزاف المالي الكبير الذي تواجهه إيران في سوريا ولبنان واليمن، ويطالبون الحكومة الإيرانية بتوجيه هذا الإنفاق المالي الكبير في الخارج إلى الداخل وإلى المواطن الإيراني الذي أصبح يواجه معاناة كبيرة في تأمين احتياجاته اليومية، وفقا لتقارير الصحافة الإيرانية.