قال عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة
المغربية، مخاطباً دول مجلس التعاون
الخليجي صباح اليوم الجمعة بالعاصمة الاقتصادية للمغرب الدار البيضاء، "لا تتركوا الأجانب يسبقونكم إلى أهلكم في المغرب".
وأضاف ابن كيران في افتتاح الملتقى الرابع للاستثمار الخليجي المغربي، بأنه آن الأوان ليصبح المغرب الوجهة الاقتصادية الأولى لدول مجلس التعاون الخليجي.
اللقاء الذي حضره قرابة 500 رجل أعمال بين المغرب ودول الخليج، عبر فيه ابن كيران، عن استعداده لإزاحة أي من العوائق التي قد تواجه المستثمرين الخليجيين في بلده، طالباً منهم التوجه إليه حيال أي مشكل مهما كان دون تردد أو وساطات، وأردف المتحدث "من المفروض أن تتحركوا بحرية ودون عوائق، وأن يكون المغرب رئتكم التي تتنفسون بها".
وانتقد ابن كيران من تحدث عن علاقات الصداقة بين البلدين، بأن الأمر يتعلق بإخوة وعائلة "فعن أي صداقة تتحدثون"، واعتبر أن "علاقتنا بكم قديمة منذ جئتمونا بالإسلام مع إدريس الأول،"، وأن "أرضنا تفرح بأي عربي يأتي إليها ويضعه المغاربة في المكانة التي يستحقها".
وعلى الرغم من كل ذلك يقول أمين عام حزب العدالة والتنمية المغربي مخاطباً الخليجيين، "عندما نرى أموراً غير لائقة ولا معقولة سنقولها لكم، لأن صورتكم مهيبة عندنا ولا نريدها أن تهتز"، وأضاف منتقداً، مستوى العلاقات بين الطرفين "لقد تأخرتم وتأخرنا، وينبغي أن نلوم أنفسنا على التأخر الحاصل في العلاقات بيننا".
ملتقى الاستثمار الذي يراهن على نقل حجم المبادلات التجارية بين المغرب ودول الخليج إلى 120 مليار دولار خلال العشر سنوات المقبلة، والمنظم برعاية العاهل المغربي محمد السادس، قال فيه ابن كيران ، إن العلاقة بين المغرب ودول الخليج تقوم على المكارمة وأنها مع دول الخارج تقوم على المشاححة، كاشفاً عن أنه أجاب جون كيري وزير خارجية أمريكا في لقاء سابق بينهما "أن علاقة رابح التي تتحدث عنها مهمة، لكن الأولوية ليست لكم".
رئيس الوزراء المغربي وضمن حديثه عن عراقة العلاقات بين المغرب ودول الخليج، قال "إن الأسرة التي تحكمنا هي من عندكم من منطقة ينبع في السعودية، ولم تأت مهاجرة بل نحن من طلبناها وجاءت واستقرت في منطقة تافيلالت جنوب المغرب، وبالتالي فنحن عائلة واحدة.
وعن الخصوصية المغربية قال ابن كيران، إن المغرب دأب على التكيف مع الموجات المشرقية والخارجية وأنه كان يفلح دائماً في مغربتها، وأنه كذلك فعل مع رياح الاشتراكية والقومية والتشدد الديني وأنه تمت مغربتها، مشيراً إلى أن المغرب فعل الشيء نفسه مع الربيع العربي، الذي جاءنا مزمجراً "فسكناه حيث أوصلنا إلى رئاسة الحكومة".
من جهته اعتبر أحمد بن جاسم آلِ ثاني، وزير الاقتصاد والتجارة القطري، في بداية كلمته أن كلمة رئيس الحكومة المغربي ملهمة وقوية، وأنه سيحدث عبارة علاقة الصداقة بين البلدين ليثبت كون المجتمعين عائلة واحدة، وبعد ذلك عبر الوزير القطري عن رغبة الخليجيين في تعزيز التعاون التجاري مع المغرب، لما تتوفر عليه المملكة من استقرار وإمكانيات.
وتعهد المسؤول الحكومي القطري بكون دول التعاون الخليجي مستعدة لضخ
استثمارات ضخمة في مختلف القطاعات بالمغرب، بما يجعل النفع يعود على البلدين، معرباً عن عدم الرضى عن مستوى التبادل التجاري بين المغرب ودول التعاون الخليجي، مشيراً إلى كون مجمل التبادلات التجارية بين الطرفين لم تتجاوز 3 مليار دولار سنة 2011، غير أنها ارتفعت ب 35 بالمائة السنة الماضية.
علاقات المغرب ودول الخليج بلغة الأرقام
تقدم الأرقام التالية مستوى التبادل التجاري بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي، التي عبر المتحدثون جميعهم عن عدم الرضا عن مستواها، فحسب تقارير لمكتب الصرف (وهو المؤسسة المكلفة بإحصاء حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين المغرب والخارج )، فإن المبادلات التجارية بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي (قطر والسعودية والكويت وسلطنة عمان والبحرين والإمارات) تضاعفت 3 مرات خلال العشر سنوات الماضية لتصل إلى 3,3 مليار دولار سنة 2013.
وبلغت تلك المبادلات 3,3 مليار دولار العام الماضي، بارتفاع 235 بالمائة مقارنة بنسبة سنة 2003 حيث قدرت ب 8,7 مليار درهم، أي ما يعادل 997 مليون دولار، وتشير المعطيات ذاتها إلى أن التبادل التجاري بين المغرب والمملكة العربية السعودية، يشكل أكثر من 80 في المائة من إجمالي المبادلات بين المغرب ودول الخليج.
معطيات مكتب الصرف، تشير كذلك حسب كلمة إدريس حوات رئيس جامعة الغرف المغربية للتجارة والصناعة والخدمات، إلى أن واردات المغرب الطاقية (النفط والغاز) من تلك الدول تمثل 65,6 في المائة من إجمالي الواردات.
وفي المقابل تشير عدة تقارير إلى انخفاض صادرات المغرب، إلى دول التعاون الخليجي، بنسبة 25 في المائة خلال العام 2013 حيث بلغت 1,2 مليار درهم حوالي 137 مليون دولار مقارنة ب 1,6 مليار درهم أي 183 مليون دولار عام 2012.
المعطيات الرقمية ذاتها تفيد أن تحويلات المغاربة المقيمين بدول الخليج، تحتل المرتبة الثانية في قائمة تحويلات مغاربة المهجر على المستوى الدولي بنسبة 15 في المائة.
كما أن استثمارات دول الخليج بالمغرب في العام 2013 مثلث 15,7 بالمائة من إجمالي الاستثمارات الأجنبية بالبلاد لتبلغ نحو 6,2 مليار درهم، أي ما يعادل 710 مليون دولار في العام الماضي.
دول مجلس التعاون الخليجي احتلت المرتبة الرابعة في لائحة الدول المصدرة إلى المغرب، بعد كل من إسبانيا وفرنسا وأمريكا، فيما احتلت المرتبة 23 في قائمة الدول المستوردة من المغرب عام 2013.
الملتقى الذي يستمر طيلة يومي الجمعة والسبت، سيعرف العديد من الورشات واللقاءات، التي ستناقش سبل الاستثمار في مجالات البنوك التشاركية (الإسلامية)، والأمن الغذائي، والبناء وتدبير المقاولات، ويحضره المئات من رجال الأعمال وممثلي الهيئات الاقتصادية والمؤسسات التجارية والاستثمارية وخبراء وأكاديميين وباحثين خليجييين ومغاربة.