قال محلل شؤون الأمن القومي الأمريكي،
بيتر بيرغن، في مقال تحليلي له ناقش فيه أسباب تمدد تنظيم "الدولة الإسلامية" مقارنة بتنظيم "
القاعدة"، إن المحللين أغفلوا إيلاء الاهتمام الضروري بجانب بالغ الأهمية، وهو النفوذ المتعاظم والتأثير الكبير للتنظيم في "العالم الإسلامي".
وأوضح في المقال الذي نشره موقع "سي أن أن" أن تنظيم الدولة الإسلامية "تمكن من وضع قرابة 12 جماعة مسلحة تحت جناحه، وأعلنت حركات مسلحة من الجزائر إلى باكستان مبايعتها له، في حين أن تنظيم القاعدة، المتزعم السابق للحركات الجهادية، استغرق عشر سنوات قبل أن يتلقى مبايعة وتأييد أولى الجماعات المسلحة التابعة له، وهي تنظيم الجهاد المصري، عام 1998".
وأضاف أن تنظيم القاعدة لم يتمكن من الحصول على مبايعة أكثر من ست جماعات مسلحة إلا بعد أكثر من عقدين ونصف على وجوده على الساحة، ومن بين هذه التنظيمات التي بايعته تنظيم القاعدة في
العراق، "الذي شكل الرحم الذي خرج منه تنظيم الدولة الإسلامية، لينفصل لاحقا عن الجماعة الأم"، وفق تعبيره.
وأشار بيرغن في مقاله إلى أهم الدوافع التي جعلت الجماعات المسلحة الإسلامية تترك تنظيم القاعدة وتعلن انضمامها لتنظيم "الدولة الإسلامية"، وجاء أهمها أن "
داعش تنظيم ناجح"، على حد قوله.
وأوضح أن التنظيم "تمكن من السيطرة على مساحات واسعة من سوريا والعراق، وهو يحقق انتصارات في معارك كبيرة، ويسيطر على مدن واسعة وحقول نفط، ما يعني أن لديه الموارد المالية الضرورية للعمل".
وقال إن هذه السيطرة دفعت جماعات مسلحة في سوريا والعراق لمبايعة "الدولة الإسلامية" لأسباب مالية، أما التنظيمات خارج الشرق الأوسط، فهي تطمح للاستفادة من خبرته العسكرية عبر برامج تدريبية.
وأضاف إلى تلك الدوافع أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يسيطر أيضا على مساحات شاسعة من الأراضي بين مدينة حلب السورية ومدينة الفلوجة العراقية، المجاورة لبغداد، أما الجماعات المؤيدة له فهي تمتد من شمال أفريقيا إلى جبال هندوكوش. والحقيقة أن أمرا كهذا لم يكن سوى حلم بالنسبة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، وفق بيرغن.
وكدليل على تعاظم نفوذ التنظيم، أكدت تقارير صحفية أن وفدا من تنظيم "الدولة الإسلامية" قابل هذا الأسبوع جماعة منشقة عن طالبان في باكستان، من أجل بحث سبل "توحيد المجاهدين" الباكستانيين. وبالتزامن مع ذلك، أعلن تنظيم "أنصار بيت المقدس"، المصري، عن انضمامه لداعش، وفق الكاتب.
وتابع المحلل الأمني بأن تنظيم "الدولة الإسلامية" تمكن خلال تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، من مد نفوذه الجغرافي إلى مناطق جديدة مع توالي المبايعات في اليمن وليبيا، "بل إن جماعات تابعة للتنظيم فرضت سيطرتها على مدينة درنة الليبية، غير البعيدة عن الحدود المصرية".
وأشار أيضا إلى مبايعة بعض قادة حركة طالبان الباكستانية للتنظيم عبر طرد الناطق باسمها، شهيد الله شهيد، إلى جانب أربعة من قادتها الذين أعلنوا امتعاضهم من سياسات الجماعة الموالية لحركة طالبان الأفغانية، المرتبطة بدورها بعلاقة تحالف مع القاعدة.
وتلقى تنظيم "الدولة الإسلامية" أيضا رسائل مبايعة من تنظيمات بينها "جند الخلافة" الجزائرية، التي كانت ضمن شبكة القاعدة في بلاد المغرب، إلى جانب جماعتي "أنصار الإسلام" و"جيش محمد"، وكلاهما كانتا على صلة بالقاعدة.
والأهم من ذلك بنظر المحلل الأمريكي بيرغن أن "بعض التقارير الصحفية أشارت إلى حصول اجتماع تنسيقي بين الدولة الإسلامية وأقوى خصومها في سوريا، جبهة النصرة، التابعة للقاعدة، وجرى خلاله الاتفاق على وقف القتال الداخلي والتركيز على مواجهة العدو المشترك".