قال رئيس "اللجنة الاستشارية لترقية
حقوق الإنسان وحمايتها"، التابعة لرئاسة الجمهورية بالجزائر، فاروق قسنطيني، إن "النظام
المغربي يقف وراء تقارير لمنظمات دولية تدين
الجزائر بمسائل تتعلق بحقوق الإنسان".
وقال قسنطيني، في تصريح حصري لموقع "عربي21"، الأربعاء، إن "أطراف مغربية أوعزت لمنظمة (والك فري) المختصة بمؤشرات
العبودية في العالم، تضخيم الأرقام المتعلقة بمؤشر العبودية في الجزائر".
يأتي ذلك في وقت كشفت فيه منظمة (والك فري) في تقرير لها، صدر الثلاثاء بلندن، أن "هناك أكثر من 188 ألف حالة عبودية في الجزائر"، متهمة الحكومة الجزائرية بـ"عدم اتخاذ إجراءات كافية لمحاربة ظاهرة العبودية".
وأشارت إلى أن الجزائر"ضمن 177 دولة عبر العالم لم تتخذ تدابير لازمة للحد من ظاهرة الرق".
وقال قسنطيني إن التقرير "لا يستند إلى أي معطيات جديرة"، نافيا بشدة انتشار ظاهرة العبودية في الجزائر.
ونفى أن يكون هناك عبودية في الجزائر، وأن "كل ما في الأمر أن هناك منظمات دولية تحركهم أطراف مغربية من أجل النيل من سمعة الجزائر"، على حد قوله.
وعرفت العلاقات الجزائرية المغربية تصعيدا في الآونة الأخيرة، على خلفية تباين وجهات النظر بخصوص القضية الصحراوية، ودعا العاهل المغربي محمد السادس في خطاب له بداية الشهر الجاري إلى "تحميل الجزائر كطرف رئيسي في النزاع الصحراوي".
ولم ترد الجزائر بصفة رسمية على خطاب محمد السادس، بينما شجبت الأحزاب السياسية ما وصفته "تحرش المغرب بالجزائر، ومحاولة تحويل الأنظار عن مشاكله الداخلية، بمحاولة دعوة الدول الكبرى للضغط على الجزائر".
وقال قسنطيني إن "المغربيين يدفعون المال لمنظمات دولية بغرض الإساءة للجزائر"، مؤكدا أن "تقرير والك فري كذب مفضوح، وادعاء بائس يفتقر للحقيقة، وأعتقد أننا مقبلون في الأيام المقبلة على اتهامات مثيلة من منظمات تدعهما الرباط ماليا".
الجزائريون لا يعرفون شيئا عن الرق
وأثار التقرير ردود فعل منددة بالجزائر، إزاء ظاهرة، لا يعرف عنها الجزائريون شيئا.
وقالت رئيسة "الجمعية الوطنية لترقية المرأة الريفية" سعيدة بن حبيلس، لـ"عربي21"، الأربعاء إنها "تفاجأت لما اطلعت عن التقرير، وأنا محتارة إزاء المعايير التي اعتمد عليها أصحاب التقرير في إقرارهم بوجود ظاهرة الرق بالجزائر".
ونفت بن حبيلس قطعيا أن تكون ظاهرة العبودية موجودة بالجزائر، مستدركة بقولها: "صحيح أن هناك مشكلات إجتماعية لبعض الفئات، لكن لا يمكن أن ترقى هذه المشكلات إلى مصاف العبودية".
وكانت المنظمة قد صنفت الجزائر في ترتيب (س) الذي يرمز للحكومات التي (لم تعالج ظاهرة العبودية كما ينبغي ولم تتخذ الإجراءات اللازمة للحد منها)، واصفة هذه الدول بأنها (لا تقدم مساعدات للضحايا، بل تسهل انتشار الظاهرة).
وقال بوجمعة غشير، عضو المكتب التنفيذي "لشبكة الديمقراطيين العرب"، في تصريح ل"عربي21"، الأربعاء، إن " العبودية صار لها مفهوم جديد في العالم، لا يقتصر على المفهوم المتداول منذ القدم، لأن المنظمات الدولية تعدّالاتجار بالبشر والزواج القسري والاستغلال بمثابة عبودية ".
وأكد غشير أن "تزايد قوافل النازحين من مالي وسوريا إلى الجزائر، وبحثهم عن العمل و المبيت، يمكن أن يكون سببا في استغلالهم، ولكن على الحكومة الجزائرية أن لا تتنكر لوجود هذه الظاهرة ولو أنني أعتقد أن عدد ضحاياها قليل جدا".
متابعا بأن الحكومة "يجب أن تفتح تحقيقات جدية في هذه القضية ومعالجتها بصفة موضوعية".