"منذ الأيام الأولى للثورة شارك في معظم الفعاليات والنشاطات المناهضة للنظام السوري قبل أن يؤمن بضرورة حمل
السلاح بعد مرور أشهر قليلة على انطلاق الثورة".
فمصعب، وهو الطالب الجامعي الذي عايش مراحل الثورة السورية منذ بدايتها انتهى به المطاف في معسكر للثوار.
يقول مصعب: "إن قرار الالتحاق بصفوف الكتائب المقاتلة، ليس بالأمر السهل على الإطلاق، لكنه لم يتخذ هذا القرار المصيري دون دراسة مسبقة تغطي كافة جوانب القضية".
وأضاف "بدأت الاطلاع على دراسات مختلفة في حرب المدن وتجارب عالمية سابقة كحرب الشيشان، وملحمة غروزني وما شابه، إضافة لذلك فقد تابعت الكثير من التسجيلات التي تدرس حرب المدن وطريقة استخدام السلاح مما زاد حبي للعمل المسلح وتخوفي من نتائجه".
أما عن بداية عمله الثوري، فقد أوضح أن علاقته الوثيقة مع أحد مؤسسي الحراك الثوري في دمشق كانت البداية حيث بدا بالتنسيق معه بحكم ثقته الكاملة به، مبينا أن عمله في الفترة الأولى قد اقتصر على العلاقات والتواصل و تأمين بعض الأمور اللازمة لاستمرار العمل.
وتابع "في البداية لم أرغب بالاختلاط مع عناصر المجموعات المقاتلة مباشرة، وآثرت العمل مع القادة ضمن تضيق دائرة المعارف للحفاظ على سرية العمل وسهولة الحركة دون ملاحقة أمنية، وهو الأمر الذي ينقص الكثير من الثوار بسبب ضعف الثقافة الأمنية لدى الأغلبية".
وبين، أن تطور العمل وكثرة الاعتقالات اضطرته للالتحاق بمعسكر التدريب والحياة معهم والانخراط معهم بكل تفاصيل حياتهم، حيث وجد أن "أغلب الفصائل المقاتلة تعيش فوضى عارمة فحاملو السلاح أغلبهم من البسطاء من غير ذوي الاختصاص الذي ضحوا بالكثير لكن ينقصهم الكثير من التنظيم والتدريب والدراسة".
وأوضح أنه لم يجد شيئا مما درسه في كتب حرب المدن على الأرض ولم يجد في هذه الكتائب شيئا من التنظيم والتراتبية الوظيفية الموجودة في الجيش النظامي، فالكثير من قادة الحراك المسلح أناس عاميين قادتهم الأيام والاسبقية الى القيادة وهم جاهلين بأدنى أساسياتها كما أن مجالسهم تخلو من الكوادر الفعالة المثقفة التي يوجد منها الكثير بين عناصر الفصائل ولكنهم لا يتقدمون الى مجالس القيادة في اغلب الأحيان بحسب وصفه.
وتابع أن "تخطيط المعارك وتنفيذها لم يكن يتمتع بالمستوى المطلوب من التنسيق، وذلك لضعف تدريب أغلب المقاتلين وعدم اخضاعهم لمعسكرات تعلمهم القتال سوية جنبا إلى جنب، بالإضافة الى جهلهم باستخدام تقنيات الاتصال الحربية وأمن استخدامها كاللاسلكي".
وقال مصعب إن "الفصائل المقاتلة ليست جميعا بسوية واحدة من الناحية التنظيمية وجاهزية عناصرها وتدريبهم"، مفسرا بذلك نجاح بعض الفصائل المقاتلة على حساب فصائل أخرى، حيث تعتمد الأولى على كوادر مثقفة مطلعة يحمل الكثيرون منهم هم الثورة إضافة لقدرتهم على التطور بعكس الفصائل التي يحكمها التعصب للاسم دون العمل على تطوير ذاتها.
وأضاف أن "العمل على الأرض يكسبك تجربة من المستحيل الحصول عليها دون التواجد بين صفوف المقاتلين، فالثورة والسلاح بحسب رأيه لهما أدبيات لا يعرفها إلا من عاشها بأدق تفاصيلها كالخوف والجوع والنصر والهزيمة والموت والحزن على من سقط من الشهداء، ناهيك عن هم القضية التي تقاتل لأجلها".
يختتم مصعب بقوله، "نعم حملت السلاح وتركت
الجامعة والكثير من تفاصيل الحياة المدنية خلفي لأحصل على هذه التجربة الغنية، وأعايش الثوار واتعرف تفاصيل حياتهم، فلكل واحد منهم قصة وحياة تركها في سبيل قضية غابت عن كثير من أبناء بلده".