حمل مدير
الاستخبارات البريطانية (M.I.6)
جون ساويرز الغرب مسؤولية صعود "تنظيم الدولة" المعروف بـ "
داعش"، وقال في تصريحات نقلتها صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن الفوضى التي نشأت في سوريا، وأدت إلى صعود تنظيم "داعش"؛ جاءت بسبب عدم تدخل الغرب في الحرب الأهلية.
وتحدث جون سويرز عن أهمية إيجاد طرق تعمل من خلالها الولايات المتحدة وبريطانيا مع
إيران لمواجهة المشاكل الجارية في سوريا والعراق.
وأضاف في تصريحات نادرة إن الطريقة التي رد فيها الغرب على الحروب الأهلية في دول أخرى خلقت "معضلات حقيقية".
وجاء في تقرير الصحيفة أن التقدم الذي حققه "داعش" في العراق وسوريا، والذي استغل حالة الفراغ التي خلقها النزاع، أثار عددا من التساؤلات حول مواقف الدول الغربية، وقرارها عدم التدخل مباشرة.
وكانت فرنسا أول دولة تنضم للولايات المتحدة للهجمات الجوية ضد الجماعات الجهادية في العراق، حيث استهدفت المقاتلات الفرنسية مخازن للسلاح تابعة لـ "داعش" في تل المص بين الموصل وزمار. وحتى هذا الوقت شنت المقاتلات الفرنسية 170 هجوما على شمال العراق منذ 8 آب/ أغسطس، حيث كان الرئيس أوباما راغبا ببناء تحالف دولي.
وتحدث سويرز لصحيفة "فايننشال تايمز" أن درس العراق وأفغانستان أظهر أنه يمكن الإطاحة بأنظمة الحكم، ولكن بناء البلاد يحتاج لسنوات طويلة. وتابع "إذا قررنا عدم البناء، كما فعلنا في ليبيا، فعندها نقوم بالإطاحة بالحكومة وتنتهي بدون شيء". وفي حالة "عدم التدخل فإنك تواجه وضعا كما حدث في سوريا، أي معضلات حقيقية".
وجاء تدخل فرنسا لزيادة الضغوط على بريطانيا للانضمام للغارات الجوية، لكن رئيس لجنة الدفاع في البرلمان روري ستيوارت حث الحكومة عدم التسرع واتخاذ قرار "هناك الكثير من التساؤلات حول الغارات الجوية، هل نشنها لتحقيق أهداف دبلوماسية، أم حتى نحافظ على صداقتنا مع الغرب، أو لأنها تغير الوضع على الأرض. وحتى نحصل على صورة عن الوضع وكيفية تغييره يجب علينا ألا نفعلها فقط، لأن فرنسا بدأت بها قبلنا"، بحسب الصحيفة.
ويرى سويرز إمكانية التوصل لنوع من الاتفاق مع إيران، خاصة مع الفوضى الحاصلة في الدول المجاورة.
وبدت تصريحات سويرز أقوى من تلك التي وردت في مقالة ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء التي نشرتها صحيفة "صاندي تلغراف" في آب/ أغسطس، وجاء فيها أن بريطانيا "ربما تتعاون" مع طهران. وجاء في تصريحات لوزير الخارجية فيليب هاموند الأسبوع الماضي أن بريطانيا تأمل بتعاون إيران والاصطفاف مع توجه التحالف، كما أورد التقرير.
وأكد سويرز ما قالته وكالة الاستخبارات الأميركية (CIA)، أن التسريبات، التي سربها المتعهد السابق معها إدوارد سنودين ونشرتها "الغارديان"، أضرت بقدرة الوكالات الأمنية في متابعة الإرهابيين. ولكنه أكد أن الوكالات الأمنية رغم هذا تحظى بدعم كبير من الناس، رغم ما أثارته من شكوك حول علاقتها بالناس وإن كانت تعمل لهم أم ضدهم.
ويعتقد سويرز، الذي عمل سفيرا لبريطانيا في القاهرة ما بين 2001- 2003، أن ثورات
الربيع العربي أظهرت صعوبة إدارة التغيير الثوري، وعادة ما تنتهي ضد مصالح الغرب "وشاهدنا هذا في طهران في عام 1979، ونشاهده في مصر في السنوات الأخيرة".