نعت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، الأربعاء، قادة حركة "
أحرار الشام" إحدى أبرز الفصائل العسكرية التابعة للمعارضة، الذين قتلوا في تفجير مجهول المصدر استهدف اجتماعاً لهم في ريف إدلب شمالي سوريا مساء الثلاثاء، متهمة نظام
بشار الأسد بالوقوف وراءه، بحسب بيان نشره الموقع الرسمي للجماعة على الإنترنت.
وقال حسان الهاشمي، رئيس المكتب السياسي لجماعة الإخوان، في البيان إن "سوريا تقدّم كوكبة من خيرة أبنائها وأشجع أبطالها من
قيادات الجبهة الإسلامية وحركة أحرار الشام شهداء نحسبهم ونحتسبهم، أحياء عند ربهم يرزقون"، متوجهاً بالتهنئة للشهداء وذويهم.
في حين قال زهير سالم، القيادي البارز بجماعة الإخوان إن "أصابع الظالم المستبد بشار الأسد وأدواته الشريرة القذرة واضحة خلف هذا التفجير الآثم الجبان الذي طال قيادات أحرار الشام".
وأضاف في البيان ذاته أن من وصفهم بـ"الأشرار المجرمين": "سيرتد عليهم ما يقومون به من شر وجريمة، وسينتصر النور على الظلام، والحق على الباطل، والخير على الشر".
ونعت "الجبهة الإسلامية" أكبر الفصائل الإسلامية المعارضة في سوريا، مسؤولها السياسي وقائد حركة أحرار الشام المنضوية تحت لوائها حسان عبود الشهير باسم أبو عبد الله الحموي، ونحو 45 عضواً من قيادات الصف الأول والثاني في الحركة الذين قتلوا في تفجير مجهول المصدر استهدف اجتماعاً لهم في ريف إدلب شمالي سوريا مساء أمس الثلاثاء، وذلك دون أن تتبن أي جهة مسؤوليتها عن العملية حتى ظهر اليوم.
وكانت الجماعة أعلنت قبل يومين، في تصريح لعمر مشوح رئيس المكتب الإعلامي فيها نشر على الموقع الرسمي التابع لها على الانترنت، أن الإخوان المسلمين في سوريا "لن تؤيد أي تحالف دولي للتدخل في سوريا دون أن تكون الرصاصة الأولى في رأس بشار الأسد".
وشدد مشوح على أن الأسد هو "الإرهابي الأول في سوريا، الذي قام بمجازر وقتل وإجرام راح ضحيته حتى الآن نحو 200 ألف قتيل"، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.
وقال إنّ "معركتنا الأولى والأساسية هي مع نظام الأسد، ولا يمكن أن تنحرف بنادقنا إلى غيره، لأنّ وجوده يعني استمرار الإرهاب بكافة أشكاله، وأنّ غياب الأسد ونظامه يعني توقف الإرهاب ليس في سوريا وحدها بل في المنطقة كلها".
وفي الوقت نفسه توجه مشوح لتنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً باسم "داعش" بالقول "إنّ على داعش أن تكفّ إرهابها وجرائمها التي شغلت الثوار عن معركتهم الرئيسية ضد النظام".
وأضاف "لن يسعنا الوقوف صمتاً أمام أيّ اعتداء منها، فمن حقنا الدفاع عن أنفسنا وثورتنا، لكن معركتنا الأولى معها فكرية، ونتمنى أن يعود البعض إلى رشدهم، فنحن نفرّق بشكل واضح بين طبقة من داعش مغرّر بها وتم التلاعب بأفكارها ويمكن أن تعود إلى جادة الحق، وبين طبقة لها أجندات خارجية تعمل على حرف مسار الثورة وتتبنّى فكراً تكفيرياً، وتقوم بأعمال مخالفة للمنهج الإسلامي بطريقة موجّهة، فهؤلاء معركتنا معهم تتعدّى الفكرية حتى نستطيع كفّ شرهم".
ونشأت جماعة الإخوان المسلمين بسوريا في ثلاثينيات القرن العشرين، وكانت تُعّرف نفسها على أنها جزء من الجماعة الأم.
واصطدمت الجماعة أواخر السبعينيات مع نظام "البعث" الحاكم في البلاد، وأصبحت محظورة، كما أصبح أعضاؤها مطلوبين لقوى الأمن السوري.
ولم يكن لها أية مشاركة سياسية داخل الحكومة في ظل نظام حزب البعث الذي استلم الحكم في البلاد 1963، ولكنها تواجدت بقوة في صفوف المعارضة وهيئاتها المختلفة بعد اندلاع الثورة في البلاد آذار/ مارس 2011.
ويسعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى بناء تحالف دولي كبير لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في العراق، خوفاً من تنامي قدراتها التي استطاعت ضم مقاتلين غربيين في صفوفها، ولم يصرح أوباما أو غيره من أعضاء التحالف فيما إذا كان الأخير ستستهدف معاقل التنظيم في سوريا.