يتخوف أهالي مدينة "سلمية" في
ريف حماة من هجوم محتمل لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على مدينتهم بهدف السيطرة عليها، بسبب خوف الأهالي من ممارسات التنظيم وانتهاكاته في المناطق التي يسيطر عليها، وخاصة بحق تلك التي يقطنها أشخاص من أديان ومذاهب غير إسلامية.
لذا، فإنهم يعتقدون أن وصول التنظيم إلى سلمية سيعني وقوع مجازر دامية فيها وبحق أهلها، كون المدينة تتميز بغالبية سكانية تنتمي إلى الطائفة الإسماعيلية.
وقام وفد من وجهاء المدينة بزيارة رئيس
النظام السوري بشار الأسد في دمشق، وطالبوا بإرسال قوة عسكرية إلى المدينة لحمايتها من أي هجوم عسكري محتمل من قبل "داعش"، إلا أنهم وحسب صفحة "تنسيقية السلمية" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عادوا خائبين إذ رفض بشار الأسد إرسال القوة العسكرية المطلوبة.
وبحسب التنسيقة، فإن الأسد جاوبهم بأن هناك أكثر من عشرين ألف شاب من السلمية متخلفين عن الخدمة العسكرية، وعلى هؤلاء أن يتسلحوا ليحموا مدينتهم من "
تنظيم الدولة"، كما أنه كان رد وزير المصالحة الوطنية علي حيدر مشابهاً لما سمعوه من رأس النظام السوري حسب قولهم.
ويقول الأهالي، إن النظام سحب معظم قواته من تلك المناطق، وسحب أسلحته الثقيلة منها، بحيث لم يبق فيها سوى عدد بسيط من عناصر اللجان الشعبية الذين يحترفون السرقة والنهب والهروب مع أول طلقة فقط، وأن المعركة مع "تنظيم الدولة" تحتاج إلى قوة عسكرية منظمة تمتلك سلاحا ثقيلا، لتواجه به التنظيم الذي أصبح قويا ولم يعد كسر شوكته بالأمر السهل.
ويتمركز عناصر "تنظيم الدولة" في منطقة "عقيربات" التي تبعد حوالي 25 كيلومتراً إلى الشرق من السلمية، حيث يسيطرون على مساحات واسعة وبلدات عديدة في تلك المنطقة، وحسب ناشطين لن تكون السلمية بالنسبة لهم هدفا بعيد المنال لو قرروا اقتحامها والسيطرة عليها وبالتالي قتل أهلها أو تهجيرهم.
والجدير بالذكر أن هناك قرية تقع شرق سلمية تسمى "بري شرقي" وهي بلدة موالية للنظام وسكانها من الطائفة العلوية، قام النظام بتجهيزها بأفضل الأسلحة وأرسل إليها عددا كبيرا من الجنود، بالإضافة إلى المتطوعين من أهلها، بحيث تكون منيعة على التنظيم المتشدد "داعش" في حين فكر باقتحامها.
وكان خرج من السلمية العشرات من ناشطي الثورة السورية، بعد أن وجدوا أن بقاءهم سيعرضها للتدمير من قبل النظام كما حدث في مثيلاتها من مدن وبلدات ريف حماة، إلا أن من بقي داخل المدينة حافظ على موقف حيادي من الثورة، ولم يتخذ أي مواقف ضد النظام السوري، ما جعل المدينة لا تظهر بمظهر المؤيدة للنظام، كما أنها لا تحمل سمة المعارضة له، وبالتالي تم إهمالها من قبل النظام تماماً، وكأنه لا فرق بالنسبة له إن سيطر عليها "تنظيم الدولة" أو بقيت على وضعها الراهن.
ويؤكد الناشطون أن التنظيم قام بنقل الكثير من آلياته وجنوده من ريف حمص الشمالي إلى مناطق "عقيربات" وما حولها، إلا أنه قام بترويج إعلامي حول أن القوة التي سحبها اتجهت إلى الرقة.