قالت صحيفة "
ديلي تلغراف" البريطانية إن رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو واجه تمردا داخل إئتلافه الحكومي لموافقته على وقف دائم لإطلاق النار في
غزة مع حماس وسط شكوك إسرائيلية بعدم تحقق أي من أهداف الحرب التي استمرت 50 يوما، لا للإسرائيليين أو الفلسطينيين.
وهاجم وزراء اليمين الإسرائيلي المتطرف نتنياهو لموافقته على الهدنة الدائمة بدون عرضها للتصويت على حكومته، ولأنه لم يهزم حماس.
وتقول الصحيفة إن غضب منافسي ننتياهو، أفيغدور ليبرمان، وزير الخارجية ونفتالي بينت، وزير الاقتصاد ترافق مع الاحتفالات الانتصارية التي قامت بها حماس التي صمد مقاتلوها لأسابيع أمام جيش مسلح بشكل جيد.
ونقلت ما قاله ليبرمان الذي انسحب من الائتلاف مع الليكود قبل الحرب، أن وقف إطلاق النار سيمنح حماس فرصة كي تعيد الكره وتشن حربا في أي وقت تشاء.
وكتب ليبرمان "طالما ظلت حماس تحكم غزة فليس من الممكن ضمان أمن المواطنين الإسرائيليين أو التوصل لحل دبلوماسي". وأضاف: "حماس ليست شريكا في أي اتفاق، دبلوماسيا أو أمنيا، ومن المستحيل والممنوع الاعتماد على قتلة لا أهمية لهم".
وحتى حزب "يش عتيد" الحزب الأكبر المتحالف مع نتيناهو، أصدر نقدا مبطنا له، وهو ما اقترح إمكانية انهيار تحالف نتنياهو، حالة نظر إليه أنه قدم تنازلات لحماس في الجولة الثانية من المفاوضات التي ستجري في الشهر المقبل.
وتقول الصحيفة إن حماس وافقت على وقف إطلاق الصواريخ مقابل موافقة كل من مصر وإسرائيل على تخفيف القيود على المعابر، وتوسيع مساحة الصيد البحري لأهل غزة.
وفي الوقت الذي توقع فيه بعض سكان غزة إنجازات أكثر فيما يتعلق بمطالب الوفود الفلسطينية المفاوضة، وفتح بدون قيود للمعابر، وميناء ومطار، إلا أن البعض عبر عن خشيته من تراجع إسرائيل عن التزاماتها: "أتوقع حربا جديدة، ربما في خمسة أعوام أو 20، عاما فالمسألة مسألة وقت".
وعبر الغزيون عن رضا من قدرة المقاومة على مواجهة جيش مدجج "أكبر إنجاز هو عدم قدرة توغل الإسرائيليين في غزة وإلا لارتكبوا فظائع أكبر" حسب صاحب محل مجوهرات في المدينة.
وفي المناطق التي تعرضت لدمار شامل مثل تل الهوا نقلت عن دكتور محمد أبو ريا قوله "لا أشعر بشيء، لا سعادة أو فرح أو أي شيء"، فبعد "خسارتي لبيتي، وأملاكي وحتى شهادتي الجامعية كيف أشعر بالسعادة، وأهم إنجاز للحرب هو إظهار صمود المقاومة، هذا كل شيء".