شهدت العاصمة
اليمنية "
صنعاء"، الأحد، احتجاجات شعبية، شارك فيها عشرات الآلاف من اليمنيين، للتنديد بمواقف الحوثيين.. وحملت
التظاهرة التي وصفت بأنها "مليونية" شعار الاصطفاف الوطني ورفض الحصار الذي يفرضه أتباع الحوثي، الذين يقيمون اعتصامات مسلحة على مداخل العاصمة.
ورفع المتظاهرون الذين جابوا شوارع العاصمة صنعاء، شعارات منددة بالمحاولات التي تريد الزج بالبلاد في أتون الصراعات، وهتفوا لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني مطالبين بفك الحصار المفروض على صنعاء منذ الاثنين الماضي، والدعوة إلى الاصطفاف الوطني بين كافة القوى والفعاليات السياسية في البلاد. ورددوا هتافات "جمهورية، جمهورية، لا حوثية، ولا ملكية".
ويُتهم
الحوثيون بالسعي إلى إعادة نظام الحكم الإمامي الذي أطاحت به ثورة 26 أيلول/ سبتمبر 1962، وذلك من خلال تحركات مسلحة وتهديدات بإسقاط الحكومة الحالية، بذريعة إسقاط قرار رفع الدعم عن الوقود الذي أٌقر في نهاية تموز/ يوليو الماضي.
وحرص المحتجون على حمل علم بلدهم، وذلك على اعتبار أن الصراع الدائر اليوم مع أتباع الحوثي كما يقولون "بين الجمهورية والإمامة".
غير أن هذه الفعالية لم تكن كسابقتها بل سجلت حضورا لافتا من مختلف القوى السياسية، بما فيها حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي لم يسبق أن شارك في تظاهرات ثورية كهذه.
واتهم المتظاهرون الحوثيين بالتبعية لإيران، حيث صدحت حناجر بهتافات تطالب طهران بوقف التدخل في شؤون بلادهم.
وتأتي هذه المظاهرات ضمن حملة أطلقت عليها "الدفاع عن الجمهورية والدعوة للاصطفاف الوطني، حيث بدأت هذه الفعاليات بثلاث محافظات، هي تعز وإب والحديدة، التي شهدت حشودا ضخمة، شارك فيها الآلاف من اليمنيين من مختلف تلك المحافظات.
الناشط الشبابي هاشم الأبارة، غادر أريكة عرسه، والتحق بجموع المتظاهرين، وقال إن خروج اليمنيين بهذه الصورة لم يأت من فراغ، بل رفضا للاستحداث العسكري للحوثيين، حول العاصمة صنعاء التي أعادت إلى أذهان اليمنيين ذكرى حصار السبعين، خصوصا أن من يحاول فرض الحصار في هذه الفترة على صنعاء مرتبط عرقيا وسلاليا بمن حاصروا ثوار سبتمبر في ستينيات القرن الماضي.
وأَضاف الأبارة لــ"عربي 21"، أن "هذه الحشود المليونية أعلنت بشكل صريح، المقاومة الشعبية على ما "العنتريات" التي تدار من قبل جماعة الحوثي القائمة على الضد من خيارات اليمنيين سياسيا واجتماعيا وثقافيا".
من جهته أكد القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام عمر مجلي، أن "هذه الحشود الضخمة، خرجت لتؤكد دفاعها عن الجمهورية ورفضها لإرهاب جماعة الحوثي التي توظف معاناة الناس لأجندتها الخاصة".
ومضى مجلي قائلا: "جماعة الحوثي منذ 2004 وهي تمارس العنف في مناطق الشمال بغرض التوسع والتمدد على حساب سيادة اليمن وأمنه واستقراره".
وأشار إلى أن "الشعب اليمني لن يسمح لأحد بتدمير بلده، وسيظل يرنو إلى دولة النظام والقانون رافضا لكل دعاوى جماعة الحوثي الإرهابية".
عمر مجلي هو أحد الشخصيات المنتمية لمحافظة صعدة وغادرها مع كل أفراد أسرته بعد معارك عنيفة مع الحوثيين، طالب بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وبسط سيادة الدولة على محافظة صعدة بالإضافة إلى سحب سلاح الحوثيين، كما أنه لم يغفل حقوق ضحايا جماعة الحوثي، إذ دعا إلى تشكيل لجنة تحقيق للانتهاكات التي مارسها الحوثيون، ضد الكثير من أبناء محافظة صعدة الواقعة في شمال اليمن.
بدوره، قال الناشط في الثورة الشبابية اليمنية فؤاد الهمداني: "إن توافد اليمنيين في هذه التظاهرة يأتي استمرارا للفعل الثوري وحفاظا على مكتسبات ثورة 11 شباط/ فبراير 2011".
وعبر عن أمله في أن تستمر هذه الصحوة الشعبية، لمقاومة كل المخططات الهادفة إلى إعادة إنتاج النظام السابق.
وعقد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اجتماعا طارئا مع قيادة الدولة للاستماع إلى الوفد الرئاسي الذي فشل في التوصل إلى اتفاق مع زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي بعد ثلاثة أيام من المفاوضات في محافظة صعدة شمال اليمن.