قال ناشطون سوريون وتنسيقيات إعلامية إن تنظيم "
الدولة الإسلامية" (
داعش) أعدم مسؤولاً شرعياً في عدد من الفصائل الإسلامية المقاتلة للتنظيم بمحافظة
دير الزور، شرق
سورية، بعد اتهامه بـ"الردة".
وذكرت "شبكة الناطق الرسمي باسم ثورة الفرات"، إحدى التنسيقيات الإعلامية التابعة للمعارضة، على صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، أن تنظيم "الدولة الإسلامية" أقدم الثلاثاء على إعدام محمد الشيخ الملقب بـ"أبي سراج الأنصاري" عضو الهيئة الشرعية السابق بمدينة دير الزور وأحد عناصر جبهة
النصرة، وذلك بقرية الحصان بريف دير الزور الغربي.
ونشرت التنسيقية صورة قالت إنها للشيخ بعد إعدامه مع شخص آخر، غير معروف الهوية، بعد صلبهما على أعمدة حديدية بالقرب من طريق عام في قرية الحصان.
من جانبه، قال نورس العرفي أحد الناشطين الإعلاميين في مدينة دير الزور، إن التنظيم أعدم الشيخ بتهمة "الردة" وذلك بعد التحقيق معه.
وكتب العرفي على صفحته الشخصية على "فيسبوك"، نبذة عن "أبو سراج"، حيث ذكر أنه اعتقل بسجون النظام في بداية الثورة ضد نظام بشار الأسد في سورية آذار/ مارس 2011، وبعد إطلاق سراحه انتسب ببداية الحراك المسلّح لما يسمى "كتائب الأنصار"، وهو فصيل إسلامي مسلح معارض في دير الزور، وأصبح المسؤول الشرعي فيه.
وأشار العرفي إلى أنه بعد تشكيل حركة "أبناء الإسلام"، وهي تحالف عدد من الفصائل الإسلامية بدير الزور، والتي كانت كتائب الأنصار من أبرز مكوناتها، أصبح المسؤول الشرعي العام في الحركة، وذلك قبل أن يبايع جبهة "النصرة"، وبقي في صفوفها حتى سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على معظم مساحة محافظة دير الزور قبل أكثر من شهر واحتجازه فيها.
وتناقل ناشطون سوريون وتنسيقيات معارضة خبر إعدام "أبو سراج" على نطاق واسع، فيما حفلت التعليقات عليه على مواقع التواصل الاجتماعي بهجوم حاد على "الدولة الإسلامية"، خاصة أن التهمة الموجهة للشيخ هي "الردة"، وهو الذي كان يعمل مسؤولاً شرعياً في عدد من الفصائل الإسلامية.
و"المسؤول الشرعي" هو شخص يتم اختياره من قبل الفصيل الإسلامي لإصدار الفتاوى والأحكام الشرعية، أما "الهيئات الشرعية" فتقوم عدد من الفصائل الإسلامية بتشكيلها في المدينة أو البلدة التي تشترك في السيطرة عليها لتقوم بمهام مؤسسات الدولة والقضاء.
وعادة ما يتهم تنظيم "الدولة الإسلامية" خصومه بـ"الردة" كونهم يقاتلون أو يعارضون "دولة الخلافة" التي أعلن التنظيم قيامها مؤخراً في المناطق الخاضعة لسيطرته في كل من سورية والعراق.
وسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية"، مطلع تموز/ يوليو الماضي، على معظم مناطق الريف الشرقي لمحافظة دير الزور والممتد على مسافة 130 كم حتى الحدود العراقية، بعد مبايعة سكانه وبعض فصائل الجيش الحر وجبهة النصرة والجبهة الإسلامية؛ التنظيم، وإعلان توبتهم عن قتاله، ليسيطر التنظيم بذلك على معظم مساحة المحافظة بعد سيطرته مؤخراً على مدينة دير الزور مركز المحافظة والريف الغربي فيها.
ولمحافظة دير الزور الغنية بالنفط مكانة استراتيجية لدى التنظيم، وذلك كونها صلة الوصل بين المناطق التي سيطر عليها مع قوى سنية أخرى في شمالي وغربي العراق حزيران/ يونيو الماضي، وبين معقل التنظيم الأساسي في سورية وهي محافظة الرقة (شمال).