قال رئيس المنطقة الطبية بـ "ماتام"، الواقعة على بعد 750 كم من العاصمة
السنغالية داكار، الدكتور "دودو سين" إنّه تمّ عزل أوّل حالة يشتبه في إصابتها بفيروس "إيبولا" في السنغال، بمستشفى "أوروسوغي" شمال البلاد.
وأضاف "سين"، أنّ المشتبه في إصابته بالمرض هو مواطن مالي في السابعة والعشرين من عمره، عاد مؤخرا إلى السنغال، من رحلة إلى موطنه الأصلي، حاملا لعلامات الإصابة بالحمى، ومن الممكن أن يكون على اتصال برعايا غينيين (بما أنّ غينيا من الدول الأكثر تضررا من فيروس إيبولا).
وأوضح الدكتور أنّ "المريض يعاني من صداع يرافقه ارتفاع في درجة الحرارة، وآلام المفاصل، إضافة إلى الإسهال الدموي"، مشيرا إلى أنّه تم إرسال عيّنات إلى داكار، لتحليلها، في انتظار الحصول على نتائج في غضون 48 ساعة.
وفي انتظار ذلك، تم إرسال فريق يتألّف من طبيب وأعوان الخدمات الطبية والصحية على عين المكان، لرشّ وتطهير منزل المريض، إضافة إلى الدراجة المستخدمة لنقله إلى المستشفى وسائقها.
واستقبل المستشفى الجامعي "فان" بداكار، في وقت سابق من اليوم الأحد، مريضا آخر يشتبه في إصابته بالحمى النزفية، حيث تمّ عزله بقسم الأمراض المعدية بالمركز الطبي، غير أنّ التجارب التي أجراها معهد باستور بداكار كانت سلبية، ولم تتمخّض عن تأكيد إصابة المريض بفيروس إيبولا، وفقا لما صرّح به مدير الوقاية الطبية بالمستشفى "الحاج مامادو ندياي".
ودعا وزير الصحة والعمل الاجتماعي "آوا ماري كول سيك"، الجمعة، إلى ضرورة ملازمة الحذر والتحلّي بالصفاء، لمراقبة أفضل للتدابير الواجب اتباعها في التصدي لفيروس إيبولا.
ورفعت كوت ديفوار، وهي إحدى دول غرب إفريقيا التي ما تزال حتى الآن بمنأى عن الوباء، مستوى التأهب لمواجهة الفيروس القاتل، حيث قررت السلطات الصحية في البلاد بث رسائل التوعية على نطاق واسع، وبشكل "طارئ"، لمنع انتشار المرض على أراضيها.
وخلال القمة الأفرو- أمريكية، المنعقدة في 5 و 6 آب/ أغسطس الجاري بواشنطن، دعا الرئيس السنغالي "ماكي سال" إلى تعبئة المجتمع العلمي للتغلب على الحمى النزفية.
ووفقا لـ "سال"، فإنّ إيبولا ليست "مرضا أفريقيا"، وإنما هو فيروس مدمّر يهدّد البشرية جمعاء.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فقد أودى فيروس إيبولا بحياة حوالي ألف شخص منذ بداية العام، من أصل أكثر من ألف و700 حالة مشتبه في إصابتها. وتعتبر كلّ من سيراليون وليبيريا وغينيا البلدان الأكثر تضرّرا من هذا الوباء.
ويعد فيروس "إيبولا" من الفيروسات الخطيرة والقاتلة، حيث تصل نسبة الوفيات من بين المصابين به إلى 90 %، وذلك نتيجة لنزيف الدم المتواصل من جميع فتحات الجسم، خلال الفترة الأولى من العدوى بالفيروس، كما أنه وباء معدٍ ينتقل عبر الاتصال المباشر مع المصابين من البشر، أو الحيوانات عن طريق الدم، أو سوائل الجسم، وإفرازاته، الأمر الذي يتطلب ضرورة عزل المرضى، والكشف عليهم، من خلال أجهزة متخصصة، لرصد أي علامات لهذا الوباء الخطير.
وحتى الآن لا يوجد أي علاج أو لقاح واقٍ ضد فيروس "إيبولا"، هذا بالإضافة إلى أن المرضى المصابين بهذا الفيروس يحتاجون إلى عناية مركزة، ولا يمكن السيطرة على تفشي العدوى إلا من خلال استخدام التدابير الوقائية الموصى بها طبياً.