عقدت ندوة تحدثت عن التطورات الإقليمية بمدينة مشهد
الإيرانية، وذلك بحضور نخبة من الخبراء والمثقفين الإيرانيين، لتسليط الضوء على ما يجري في منطقة الشرق الأوسط من حروب وأزمات من وجهة نظر إيرانية.
وقال
الخبير الإيراني والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط فؤاد
ايزدي: "إن منطقة الشرق الأوسط تمر بمرحلة خطيرة جداً، وتتطلب وضعاً خاصاً للتعامل مع هذه التحولات الخطيرة، خصوصاً في سوريا ولبنان والعراق"، حسب تعبيره.
وأشار الخبير الإيراني إلى أهمية
القوة الناعمة في القضايا الدولية، مؤكدا أنه مع القوة الصلبة والإنفاق العسكري لا يتحقق كل شيء، مشددا على أن القوة الناعمة لا تقل تأثيرا في القضايا الدولية عن القوة العسكرية، منوها إلى أن القوة الناعمة التي تمتلكها إيران اليوم في منطقة الشرق الأوسط عالية جداً، لذا فإن على النشطاء الإيرانيين في داخل وخارج البلاد الاعتماد بشكل كبير على القوة الناعمة لتحقيق انتصاراتنا الخارجية.
وأضاف ايزدي أن الولايات المتحدة الأمريكية حاولت محاربة النفوذ الإيراني، وتأثير إيران الفكري والمعنوي داخل سوريا والعراق ولبنان، ومع كل هذه القدرات العسكرية والإعلامية والسياسية التي تمتلكها أمريكا، لكنها فشلت في مواجهة التأثير الإيراني في تلك الدول العربية.
وذكر أن السياسية الأمريكية الآن تمر بأضعف مراحلها في العراق وسوريا والمنطقة بشكل عام، ولم تستطع الولايات المتحدة الأمريكية رغم كل ما خسرته في العراق أن تكون القوة الوحيدة والمؤثرة هناك، مشيرا إلى أن رئيس وزراء العراق نوري المالكي سياسياً وأمنياً هو الأقرب لإيران بين الجميع في بغداد.
ولفت إلى التطورات في سوريا، مبينا أن الحكومة الأمريكية تسعى في سوريا لإسقاط الأسد لتحقيق أهدافها هناك، منوها إلى أنها تستثمر في بيع الأسلحة من خلال دعم الإرهابيين في سوريا، موضحا أن الأمريكيين يريدون تغيير الحكومتين الإيرانية والسورية لتحل مكانهما أنظمة تتوافق مع السياسة الأمريكية بالمنطقة.
وأكد ايزدي أنه وبالفعل بدأ هذا المشروع من خلال الدعم الأمريكي ومحاولات أمريكا وحلفائها في المنطقة لإسقاط النظام السوري وبشار الأسد، لكن من خلال حكمة المرشد الإيراني علي خامنئي والحرس الثوري الإيراني تم إجهاض أهدافهم في سوريا والعراق، على حد قوله .
يذكر أنه منذ انطلاق الثورة الشعبية السورية، وقفت إيران بجانب النظام السوري لمواجهة الثورة العارمة في سوريا، معتبرة أن الثورة تهدف لإسقاط حلفائها في المنطقة لإضعاف نظامها داخليا من قبل أمريكا وحلفائها من العرب في المنطقة.