أبدت أوكرانيا السبت خشيتها من تدخل عسكري روسي تحت غطاء عملية إنسانية في شرق البلاد حيث استمرت المعارك بالأسلحة الثقيلة في المناطق المكتظة وخصوصا دونيتسك معقل
الانفصاليين.
وبعد أسبوع شهد مزيدا من التوتر الدولي، وجهت كييف تحذيرات من دخول محتمل للقوات الروسية في وقت بلغ فيه هجومها مرحلة حاسمة.
وأفاقت دونيتسك كبرى مدن حوض دونباس المنجمي والتي كان يقطنها مليون شخص قبل اندلاع القتال فيها، مجددا على دوي قذائف الهاون.
وأفادت مراسلة لوكالة فرانس برس أنها سمعت دوي انفجارات قوية في موقعين مختلفين.
وقالت بلدية دونيتسك إن أي مبنى سكني لم يصب في شكل مباشر ولم يسجل سقوط ضحايا ولكن العديد من النوافذ تحطمت في حي كيفسكي بشمال غرب المدينة وفق ما أوضح المصدر نفسه في بيان.
وقال أحد سكان الحي "إنها السلطات الأوكرانية التي تطلق النار على جمهورية دونيتسك (التي أعلنها الانفصاليون من جانب واحد) من المطار".
ويتركز هجوم القوات الأوكرانية الذي بدأ قبل أربعة أشهر على أبرز معاقل الانفصاليين.
وفي دونيتسك، أسفرت المعارك عن مقتل عدد كبير من المدنيين في الأيام الأخيرة وخصوصا بعد سقوط قذيفة على مستشفى.
وفي لوغانسك، المدينة الكبرى الثانية التي يسيطر عليها المتمردون، تواظب السلطات المحلية على التحذير من "كارثة إنسانية" محتملة بعد انقطاع المياه والكهرباء والإمدادات الغذائية.
وتزداد معاناة المدنيين بعد نحو أربعة أشهر من نزاع خلف أكثر من 1300 قتيل وفق الأمم المتحدة وأجبر 300 ألف من السكان على النزوح إلى
روسيا أو إلى مناطق أخرى داخل أوكرانيا.
وخلال اجتماع طارئ الجمعة في الأمم المتحدة، اقترحت روسيا القيام بـ"مهمة إنسانية" أو إنشاء ممرات إنسانية لمساعدة السكان في شرق أوكرانيا، الأمر الذي رفضته واشنطن.
وردت السفيرة الأميركية سامنتا باور أن المساعدة العاجلة "ينبغي أن توصلها منظمات إنسانية تتمتع بالخبرة، وليس روسيا"، معتبرة أن "أي تدخل إضافي لروسيا في أوكرانيا سيكون مرفوضا بالكامل وسيعتبر اجتياحا لأوكرانيا".
وأكد السفير الأوكراني أولكسندر بافليتشنكو أن لديه "أسبابا للخشية من تدخل روسي واسع النطاق تحت غطاء مهمة لحفظ السلام".
ومساء الجمعة، اتهم المسئول الثاني في الإدارة الرئاسية الأوكرانية فاليري تشالي عبر التلفزيون الأوكراني موسكو بمحاولة إرسال قافلة إنسانية إلى أوكرانيا.
وقال تشالي بحسب بيان للرئاسة نقل تصريحاته إن "قافلة كبيرة كانت متجهة إلى الحدود الأوكرانية يواكبها عسكريون وآليات روسية.
وبتوافق مزعوم مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فإن قافلة إنسانية كانت ستدخل الأراضي الأوكرانية مع قوات لحفظ السلام للتسبب بنزاع واسع النطاق بالتأكيد".
وأوضح أن الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو "أوقف هذا الاستفزاز عبر القنوات الدبلوماسية" بعدما تشاور هاتفيا مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
كذلك، تشاور وزير الخارجية الأوكراني بافلو كليمكين مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي أكد أنه سيتم وقف القافلة، وفق تشالي.
وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها تلقت اقتراحا من جانب الدبلوماسية الروسية لتنظيم قوافل إنسانية إلى روسيا.
وقالت سيتارا جبين متحدثة باسم اللجنة الدولية إن "هذا الأمر لا يمكن القيام به إلا إذا توافق كل الأطراف، كييف وروسيا والمتمردون، على التفاصيل ووافقوا على وجوب أن تبقى اللجنة الدولية للصليب الأحمر على الحياد".
وأعلن حلف شمال الأطلسي أن عدد الجنود الروس المنتشرين قرب الحدود الأوكرانية ارتفع في ثلاثة أسابيع من 12 ألفا إلى عشرين ألف عنصر.
وحض الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن روسيا على سحب جنودها.
وبعد استهدافها بعقوبات اقتصادية غير مسبوقة، ردت موسكو هذا الأسبوع بفرض حظر على عدد كبير من المنتجات الغذائية الأوروبية والأميركية مثل الفواكه والخضار واللحوم ومشتقات الحليب.