قال عبد الله ناكر، رئيس حزب القمة الليبي، أحد قيادات بلدة
الزنتان، إنه اتصل برئيس حركة النهضة التونسية راشد
الغنوشي، وطلب منه التوسط من أجل الوصول إلى هدنة في القتال الدائر في محيط مطار
طرابلس الدولي جنوب العاصمة منذ أسبوع، وأسفر عن 47 قتيلا و120 جريحا.
وأضاف ناكر: "لنا ثقة في هذا الرجل، ولهذا طلبنا منه
الوساطة للوصول إلى حل والوصول إلى هدنة حقيقية، وما زلنا ندعو إلى حقن الدماء في هذه المعركة، فالغالب فيها خاسر؛ لأن الذين يموتون يوميًا هم ليبيون".
ومضى قائلاً: "نحن الآن في المطار ندافع عن أنفسنا ولا نفهم كل هذا العداء الموجه ضدنا، الحل للمشاكل التي نعاني منها اليوم لا يمكن أن يكون بالسلاح والأمور لا تحل بالقوة، الحل في
ليبيا هو أن نلتقي على كلمة سواء".
وتابع ناكر: "نريد أن نأخذ البلاد بعيدًا عن السلاح، نريد أن يعبر الناس عن اختلافاتهم في الساحات وفي الميادين بشكل سلمي بعيدا عن الاقتتال".
وأضاف أن "جزءا من الذين يهاجمون قوات الصواعق والقعقاع (المتمركزة في المطار والقادمة من الزنتان وتسيطر على المطار منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي عام 2011)، يتحججون بأن هذه القوات تابعة لحفتر (اللواء المتقاعد خليفة حفتر)، وأننا متحالفون معه، وهذا غير صحيح، فليس لنا علاقة بحفتر، نحن ضد الإرهاب ومع بناء الدولة الليبية، ولكن لا علاقة لنا بحفتر".
وأكد مصدر مقرب من مكتب الغنوشي طلب الوساطة من جانب ناكر.
وشهدت العاصمة الليبية، أمس الأحد، اشتباكات هي الأعنف منذ بدء ما يسمـي بعملية "فجر ليبيا"، يوم 13 من الشهر الجاري، من جانب "قوات حفظ أمن واستقرار ليبيا" المتكونة من "غرفة عمليات ثوار ليبيا" وثوار سابقين من مدينة مصراتة (شمال غرب البلاد)، وذلك في مواجهة كتائب "القعقاع" و"الصواعق" و"المدني"، المتمركزة في المطار، والقادمة من بلدة الزنتان.
وأفادت وزراة الصحة الليبية بسقوط 47 قتيلا و120 جريحا في الاشتباكات بين الكتائب المتصارعة من أجل السيطرة على المطار.
وأغلقت ليبيا الخميس الماضي، مجالها الجوي عبر كامل أراضيها، واستثنت المنطقة الشرقية نهارا، وذلك بسبب صعوبة مراقبة حركة الملاحة الجوية.
وأدت الاشتباكات إلى تدمير طائرات مرابضة على أرض المطار، ودفعت الأمم المتحدة إلى سحب موظفيها، ودفعت وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز إلى مطالبة مجلس الأمن الدولي، الخميس الماضي، بالموافقة علي نشر بعثة دولية للاستقرار وبناء المؤسسات في بلاده.