أثبتت دراسة هولندية تورط أحد
المبيدات الحشرية بتناقص خطر لأعداد
الطيور في المناطق المستخدم فيها. وقد كانت دراسات سابقة أشارت إلى أن هذا المبيد وراء الانهيار الكارثي لمستعمرات النحل في ذات المناطق.
وفقاً لدراسة نشرت في مجلة الطبيعة (Nature) فقد اكتشف الباحثون الهولنديون رابطا بين نسبة تركيز هذا المبيد على سطح المياه العذبة وبين تراجع معدلات التكاثر الواضحة لأربعة عشر نوعاً مختلفا من الطيور، منذ البدء باستخدام مبيد "ايميداكلوبريد" في هولندا في أوائل التسعينات.
المبيد الذي استخدم في الأساس في تلقيح المحاصيل في أغلب مناطق العالم ينتمي إلى عائلة مبيدات الـ (neonicotinoid) وهي المادة الكيميائية الفعالة في المبيد والتي أثبت أنها تسببت خلال الأعوام الماضية في انهيار آلاف من مستعمرات النحل والقضاء عليه تماما.
ولا يبدو أن المبيد له تأثير مباشر على الطيور، ولكنه له علاقة قوية بتناقصهم، حيث يعتقد العلماء أن السبب الأقوى هو أن المبيد يتسبب في القضاء على الكثير من الحشرات الأخرى غير المستهدفة، مما يؤدى بدوره إلى انخفاض أعداد الحشرات المتاحة للطيور خلال مواسم تزاوج تلك الطيور وبالتالي يحدث ذلك التراجع في تكاثرهم، وعلى الرغم من أن 9 أنواع فقط من الطيور الأخذة في التناقص تتغذى على الحشرات إلا أنهم كلهم يطعمون الحشرات لأبنائهم، كما ذكرت الدراسة.
ولم يستبعد بعض الباحثين أيضا أن يكون السبب هو تناول الطيور المباشر للمبيد من خلا تناولهم للنبات المرشوش، الأمر الذي لم يتفق معه الباحث المشارك في تلك الدراسة رود وفبين عالم الطيور في "سوفون" المركز الهولندي لدراسة علم الطيور وقال "للمبيد بكل تأكيد علاقة واضحة ولكن يجب أن نكون أكثر حذرا قبل أن نجزم أنه السبب".