أكدت مصادر دبلوماسية في الدوحة لـ"عربي 21"، أن
الوساطة القطرية الأخيرة التي نجحت في الإفراج عن جندي أمريكي محتجز في أفغانستان، ستقود إلى محادثات مباشرة بين
الولايات المتحدة وحركة
طالبان.
وأشارت المصادر إلى الدور القطري، من خلال افتتاح أول مكتب سياسي لحركة طالبان قبل نحو عام، والذي سرعان ما أغلق على وقع اعتراضات من الحكومة الأفغانية في حينه. وبينت تلك المصادر أن الوساطة الأخيرة من شأنها دفع جهود الحل السياسي بين طالبان وكابل مجددا، فضلا عن أثرها على العلاقة مع واشنطن التي تعتزم سحب قواتها من أفغانستان.
أمريكيا، أعرب وزير الدفاع تشاك هيغل عن أمله، في أن يقود الإفراج عن السرجنت بو برجدال إلى محادثات مباشرة مع طالبان.
وأسفرت صفقة تبادل الأسرى عن إطلاق برجدال المحتجز، منذ أكثر من خمسة أعوام وهو آخر سجناء حرب أفغانستان التي تشارف على الانتهاء وتسليمه للقوات الخاصة الأمريكية في أفغانستان، مقابل إطلاق سراح خمسة من طالبان كانوا معتقلين في سجن غوانتانامو الأمريكي في كوبا ونقلهم إلى قطر.
وفي الدوحة، أثنى وزير الخارجية القطري خالد العطية على "جهود المفاوضين القطريين الذين عملوا على تأمين إطلاق سراح الأسير الأمريكي الوحيد في أفغانستان"، غير أنه امتنع عن إعطاء تفاصيل حول شروط تبادل الأسرى واكتفى بالقول إن قطر تدخلت في القضية باعتبارها "قضية إنسانية".
وقال إنه لن يخوض في تفاصيل ما حدث، لكنه أضاف أن قطر عندما تلعب دور الوسيط فإنها تفعل ذلك وفقا لمبدأ أساسي في السياسة الخارجية القطرية وهو القضايا الإنسانية.
وبين العطية أن أمير قطر أعطى توجيهات للسلطات المعنية في الدولة للبدء في هذه الوساطة التي قال إنها نجحت بعد مفاوضات طويلة.
واعتبرت صحف قطرية خطوة "تبادل الأسرى" تعبيرا عما وصفته بالدبلوماسية القطرية المنفتحة على الجميع، مشيرة إلى رعايتها من قبل المفاوضات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان.
وأشارت إلى أن نجاح الدوحة في هذه المهمة التي تحققت بقيادة فريق قطري يؤكد على "الثقة التي تتمتع بها قطر على المستوى الدولي، والتي سهلت من مهمة التعامل مع الطرفين الأمريكي والأفغاني في هذه المسألة الإنسانية التي تعاملت معها قطر من منظور إنساني، وبذلت جهودا لتحقيق هذه النتيجة الإيجابية وفقا للتقاليد المتبعة للسياسة القطرية في الجهود الإنسانية في مثل هذه الحالات".
بدورها، احتجت حكومة أفغانستان على الإفراج عن الخمسة معتقلين من قادة حركة طالبان مقابل إطلاق سراح جندي أمريكي، قائلة إن نقل هؤلاء من سجن غوانتانامو إلى قطر "انتهاك للقانون الدولي".
وأثار تبادل السجناء غضبا في أفغانستان، حيث يرى كثيرون أن الاتفاق علامة أخرى على رغبة الولايات المتحدة في الانسحاب من أفغانستان في أقرب وقت ممكن. وأعدت واشنطن خطة لسحب كافة قواتها بحلول نهاية 2016. وقالت وزارة الخارجية الأفغانية في بيان صدر عنها، إنه "لا يمكن لأي حكومة نقل مواطني بلد إلى بلد آخر كسجناء".
وبموجب شروط الاتفاق الذي توصل إليه وسطاء قطريون افقد أفرج عن معتقلي طالبان الخمسة من معتقل غوانتانامو، حيث احتجزوا هناك منذ افتتاحه في عام 2002، ونقلوا إلى قطر حيث يتعين عليهم البقاء هناك لمدة عام.
ويقول مسؤولون في جهاز المخابرات الأفغاني، إنهم يعتقدون أن هؤلاء المعتقلين المفرج عنهم سيعودون إلى ميدان المعركة ويعززون التمرد، فيما تستعد القوات القتالية الأجنبية للرحيل بنهاية العام الحالي.
وفي هذا السياق، صنفت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" السجناء الخمسة بأنهم "شديدو الخطورة"، وتقول إنهم "يمثلون خطرا على الأرجح"، وكانوا قد شغلوا مناصب رفيعة في نظام طالبان قبل أن تطيح به قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في عام 2001. وكشفت رسائل عسكرية أمريكية مسربة أن اثنين منهم على الأقل ارتكبا جرائم حرب شملت قتل آلاف الشيعة الأفغان.