قال
خبراء عسكريون في شؤون الجماعات الإسلامية، إن تنظيم "الدولة الاسلامية في
العراق والشام" (
داعش) خسر المعركة في العراق، وتوقع بعضهم أن يتوجه هذا التنظيم إلى الأردن قريباً.
والأسبوع الماضي، أصدر "داعش" قرارا يقضي بإقصاء جميع العراقيين من المفاصل القيادية في التنظيم، وأن دفة القيادة أصبحت كلياً بيد فلسطينيين وسعوديين حصراً، ويساعدهم أحياناً بعض التوانسة.
أحمد الشريفي، الخبير العسكري والعميد السابق في الجيش العراقي، رأى أن تنظيم "داعش" فقد توازنه في العراق، ودلل على صحة رأية بـ "الانشقاقات التي حصلت داخل التنظيم، والإعلان الأخير بإقصاء جميع العراقيين عن قيادته".
وأضاف الشريفي، أن هناك ضغوطا أمنية على خلايا تنظيم داعش في المناطق التي كانت رخوه أمنيا، وتحديدا في محافظة الأنبار جعلت هذه الخلايا تفكر في ترك العراق والتوجه إلى الأردن حتى تتغير المعادلة على الأرض.
وتابع الخبير العسكري بأن التنظيم يحتاج إلى إعادة التوازن أو وسائل وأدوات جديدة (لم يحددها) للعمل في العراق، خصوصا بعدما فقد كثيرا من الشخصيات التي ارتبط بها في هذا البلد العربي عبر مفهوم المصالحة الوطنية.
ولفت إلى وجود "ارتباك واضح في عمل تنظيم داعش في العراق حيث اصطدم مع القاعدة، واليوم يصطدم مع أجزاء من تركيبته".
وأعرب عن اعتقاده بأن "التنظيم سائر إلى النهاية لجملة أسباب، أهمها أن الحرب على الإرهاب باتت مطلبا إقليميا".
في السياق ذاته، قال الخبير العسكري علي الجبوري، وهو ضابط سابق في الجيش العراقي برتبة عقيد ركن، إن تواصل الحملات العسكرية ضد تنظيم داعش، خصوصا في الأنبار، أسفرت عن بدء نفاد أسلحة التنظيم.
وراى أيضا أن "وقوف بعض العشائر في وجه تنظيم داعش جعلت شق صفه أمرا سهلا، خصوصا أن أغلب أفراده هم من أبناء العشائر، وكثير منهم أعلن التوبة بعدما تقرر العفو عن المغرر بهم".
ولم يستبعد الجبوري، لجوء التنظيم إلى الأردن كونه البلد الأقرب للعراق والقيادات الموجودة من التنظيم في سوريا، لا سيما أن الحدود بين العراق والأردن والعراق وسوريا تحت سيطرة ذلك التنظيم بالكامل.
واتفق الباحث والمتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية سعد السلوم، مع سابقيه، حيث قال إن "داعش" في العراق أصبح "تنظيما هشا" بعد تخاذل كثير من قياداته في القتال، فضلا عن انشقاق قسم كبير منهم بعد أن عفت عنهم الحكومة".
وأضاف أن بقاء "داعش" في العراق سيؤثر على باقي خلاياه المتواجدة في دول أخرى.
ورأى أن "هذا التنظيم يحتاج إلى بيئة آمنة يعيد فيها هيكلة عناصره، خصوصا بعد أن قطعت بعض الدول (لم يحددها) الدعم والتمويل عنه".
وتخوض قوات الجيش العراقي منذ نحو 5 أشهر معارك ضارية مع عناصر تنظيم داعش في أغلب مناطق محافظة الأنبار، فيما تتأهب قوات خاصة لاستعادة السيطرة على مدينة الفلوجة التي سقطت تحت سيطرة "داعش" الذي أعلنها قبل نحو شهرين إمارة له.