كعادتها كل يوم، حملت الطفلة كاتيا، ابنة العشرة أعوام، حقيبتها وذهبت إلى مدرستها في مدينة
قاح في ريف محافظة
إدلب، شمال غربي
سورية، متمسكة بالأمل ومتسلحة بابتسامة لم تغادر وجهها رغم الأحداث التي تمر بها بلادها منذ أكثر من 3 سنوات، غير أن القدر كان يخبئ لها شيئا مختلفا يوم 27 نيسان/ أبريل الماضي.
كاتيا كانت تمسك بقلمها وتكتب في دفترها بعض مما وعته من معلمتها، قبل أن يأتي صاروخ أطلقته قوات نظام بشار الأسد غادر، قتل حلمها الذي عبرت عنه في حملة "بدون الأسد" التي أطلقها الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
كاتيا التي كتبت في العمل الفني الذي شاركت به في الحملة متمنية وطن بلا بشار الأسد، لم تكن تعلم أن صاروخ غادر سيقتلها قبل أن ترى هذه الأمنية تتحقق، غير أن موتها كان ملهما لطفلة أخرى شاركت في نفس الحملة بعمل فني تتضمن صورة "كاتيا" وتخيلتها وهي تقول: "رحلت ولا أريد أن يلحقني أحد من أصدقائي".
وأطلق الائتلاف السوري حملة "بدون الأسد" في كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي ليوجه من خلالها
أطفال سورية رسائلهم إلى العالم، عن طريق رسوم وكتابات يعبرون فيها عن أملهم في وطن يعيشون فيه بدون بشار الأسد، وكان العمل الفني للطفلة "كاتيا" من بين أبرز الأعمال.
ويقول الائتلاف السوري في نعيه للطفلة عبر بيان له: "ماتت كاتيا التي كانت ذات عيون جميلة وضحكة جذابة زينت صفحات الفيس بوك، وملصقات حملة بدون الأسد".
وأصيبت كاتيا بجروح بليغة جراء تعرض مدرسة
جيل الحرية في مدينة قاح في ريف محافظة إدلب صباح يوم الأحد 27 نيسان/ أبريل 2014 لقصف جوي موجه بصاروخ فراغي من طائرة ميغ تابعة لقوات بشار الأسد، وأسعفت إلى الأراضي التركية وتم تشخيص حالتها مبدئيا "بخروج الدماغ من الجمجمة وكانت في حالة غيبوبة كاملة"، لتلقى ربها بعد أقل من أسبوع من إصابتها.
وبحسب الائتلاف، فإن صواريخ الأسد وطائراته لا تفرق بين
المدارس والمستشفيات والمساكن، وهو ما جعل الوفيات من الأطفال رقما كبيرا في أرقام ضحايا نظام الأسد.
ووفق إحصائيات قاعدة بيانات الثورة السورية على شبكة الإنترنت التي يقوم عليها ناشطون سوريون بلغ عدد الضحايا من الأطفال 11 ألفا و201 طفل.
ومنذ آذار/ مارس 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.
غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات التي اندلعت في منتصف آذار/ مارس في سياق ثورات الربيع العربي؛ ما دفع سورية إلى معارك دموية؛ حصدت أرواح أكثر من 150 ألف شخص.