عبد الإله بن كيران في الملتقى الوطني للكتاب المجاليين لحزبه - عربي21
في خطاب تصعيدي، هاجم عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية، مساء الأحد، من اعتبرهم "مشوشين ومتآمرين على عمل حكومته" من الأحزاب والإعلام بالمغرب.
ولم يستثن ابن كيران حتى وسائل الإعلام الرسمية من هذا الهجوم، مستغربا من أنها وسائل رسمية وتستهدف حكومته، وذلك في كلمة له بالملتقى الوطني للكتاب المجاليين لحزبه بمدينة بوزنيقة غرب العاصمة الرباط.
ابن كيران ردد ولست مرات في خطابه عبارة "يا للحقارة!"، موجها إياها لمن يعبرهم متآمرين عليه وعلى الإصلاح بالمغرب، وقال: "إننا نعرفكم ونعرف القناة التي تمررون منها سموكم"، مشيرا إلى كل من القناة المغربية الثانية "دوزيم" والقناة الأولى "أحيانا" والقناة الإلكترونية "مغارب تيفي"، لـ "البيدق المدعو تيجيني"، وجريدة الصحراء المغربية، بنسختيها الفرنسية والعربية.
وبالنسبة للأحزاب، فقد انتقد ابن كيران وبشدة، كلا من حزبي الاستقلال والأصالة والمعاصرة دون تسميتهما.
ولفت إلى أنه "لا يمكن لأي شخص غارق في الفساد حتى أذنيه أن يدعي أنه زعيم حزب، ولن نسكت عليه"، مستذكرا في هذا الصدد سيرة علال الفاسي مؤسس حزب الاستقلال، الذي قال إنهم في "العدالة والتنمية" يجدون أنفسهم فيه، مبرزا كيف أن علال مات ولم يكمل حتى دين منزله، وهو ما سدده عنه الملك الراحل الحسن الثاني.
وفي إشارة منه لما يعرف في المغرب بحزب الدولة "الأصالة والمعاصرة" الذي أسسه صديق الملك فؤاد علي الهمة المستشار الحالي للملك، قال ابن كيران إن بعض قياداته وفي لحظة الحراك بالشارع المغربي سنة 2011، هربوا إلى فرنسا "واختبأوا مثل الثعابين. لم يعودوا إلا حين تلقوا الضمانات".
وأضاف أن هذا الحزب خلق بتشوه خلقي وإعاقة ومنحت له المناصب والمقاعد، معلقا: "حزبنا يشتغل بالمعقول والمخلوضين لن يهزموا المعقول"، وربط كل ذلك بحادث اغتيال الطالب عبد الرحيم حسناوي، مخاطبا من هاجمهم بالقول: "إذا كفاكم حسناوي فبه ونعمت، وإذا أردتم قتل آخرين فتفضلوا، فلن ننتهي بقتل واحد أو اثنين، فنحن بذور ولسنا أشخاصا، وحين تسيل دماؤنا تفعل فعلها في الأرض كما يفعل الماء بالنبات، فتنتشر وتزهر".
ابن كيران الذي قال لأكثر من 800 مشارك بالملتقى، إنه يخاطبهم خطاب مودع، أكد لهم أنهم لم يأتوا للسياسة من أجل المال، وأنهم يوم يرون فيه شيئا من ذلك فإن عليهم طرده من الحزب وليس فقط عدم الاقتداء به.
وخاطبهم بالقول: "من جاء لحزب العدالة والتنمية من أجل المال فليتفضل خارجه من الآن".
وأوصى ابن كيران، كعادته، الحاضرين خيرا بالملكية، معتبرا أن "الإصلاح بالمغرب من الضروري أن يتم مع الملكية وأنه ينبغي أن يدافع عنها الجميع، وأن الأمر لا صلة له بالسياسة.. وفي الوقت نفسه أن تساهموا في الإصلاح في إطار الاستقرار".
وقال أمين عام "العدالة والتنمية"، إن الإصلاح هو الصعب، أما الثورة فإنها أسهل ما يكون معتبرا حتى بعد الثورة يطرح سؤال الإصلاح: وما العمل؟ وذكر في هذا السياق بمصر التي قامت فيها أول ثورة منذ 62 سنة "لكن أين هو الإصلاح اليوم؟ نحن لسنا بحاجة للثورة ولن نقوم بها، والإصلاحات الضرورية نقوم بها برفقة عقلاء هذا الوطن وبالتوافق مع الإرادة الملكية".
ابن كيران سيشرح ولأول مرة ما قصده بعبارته "التماسيح والعفاريت" التي أدخلها للقاموس السياسي بالمغرب منذ توليه الحكومة، والتي يصف بها بعض مقاومي الإصلاح بالمغرب، حيث قال إن "التماسيح تختبئ في الوحل ثم تنقض على الفريسة في نوع من الغدر، ثم تعود للكمون بالوحل مجددا. أما العفاريت فهم من يحركون البيادق لمواجهة الإصلاح بأكثر من مجال"، بحسب ما شرح ابن كيران.
وشدد ابن كيران للحاضرين الذين يشكلون مسؤولين بالبلديات والجماعات المحلية، على أن تشبثهم بالمرجعية الإسلامية هو السر في نجاحهم وتميزهم، مخاطبا إياهم: "أضمروا لي ما اجتمعنا عليه من مبادئ، أضمن لكن الفوز في الانتخابات لسنوات، ولن يتفوق عليكم إلا من ينافسكم في الجدية والإصلاح والمعقول، وهو ما لا أراه حتى اليوم في كثير من الأحزاب".