سياسة عربية

عيسى: المهاجرون والأنصار هزموا الخوارج في مصر

يقول مراقبون إن عيسى يميل إلى التشيع (أرشيفية)
 
في مقال صادم، كفَّر الكاتب الصحفي "إبراهيم عيسى" معارضي الانقلاب العسكري. وشبههم بكفار قريش. واعتبرهم خوارج العصر، ونعتهم بأقذع الأوصاف، في وقت أسبغ فيه ثناء غير محدود على مؤيدي الانقلاب العسكري، ومن خرجوا في مظاهرات 30 حزيران/ يونيو 2013، فوصفهم بأنهم "مهاجري مكة وأنصار يثرب".
 
وقال عيسى في مقاله بعنوان "يوم انتصر ابن سعد على ابن باز" بجريدة التحرير التي يرأس تحريرها في عددها الصادر الخميس: "يوم ثلاثين يونيو وحتى اليوم وإلى الأبد مهاجرو مكة وأنصار يثرب هزموا خوارج العصر، وكل عصر".
 
وأضاف: "كل يوم نواجه فيه الإخوان وإرهابهم بصلابة وبقوة وبهجة وبتصميم وعزيمة هو يوم فوز عزة الإسلام الحنيف على الوجه المخيف الذي حاول الأغلاظ الأفظاظ أن يروجوه فيسيدوه".
 
وبلغة تحريضية، تابع عيسى: "كل يوم والشعب المصري على عهده، وعلى حربه ضد الإخوان الإرهابيين هو يوم تنتصر فيه شريعة الرحمة والمؤاخاة والمحبة على الفتنة، والطائفية، والمذهبية".
 
واعتبر عيسى أنه: "منذ ثلاثين يونيو وخروج الشعب المصري العظيم ضد إخوان الإرهاب، ومرسي الخيانة، وحتى يوم شم النسيم الاثنين الماضي، وكل يوم يمر على مصر.. يُعلن انتصار الإسلام على المتاجرين بالإسلام.. انتصار الإسلام المصري السمح المنفتح المتجدد المجتهد المتعبد، على التطرف والتعصب والتنطع والتشدد.. انتصار الإسلام الحقيقي على الوهابية المستوردة الوافدة، والتسلف المنغلق"، على حد تعبيره.
 
وتابع:" منذ ثلاثين يونيو، وحتى اليوم، وإلى الأبد، انتصرت مصر المسلمة الصلبة على المتصلبة المتشددة المتعصبة.. فوز عظمة الإيمان في مواجهة الرياء والنفاق.. فوز المسلمين المؤمنين على المتنطعين..انتصرت مصر المسلمة والقبطية على أعداء الدين.. من الإرهابيين والمتطرفين والقتلة وسفاكي الدماء.. فتح من الله لمن يعبده حقا وصدقا ويقينا وجوهرا لا نفاقا ورياء وشكلا ومظهرا.. وانتصرت مصر الشافعي والليث بن سعد والعز بن عبدالسلام والإمام محمد عبده على المودودي وابن باز وبن لادن وسيد قطب".
 
ومضى يقول: "الحمد لله الذي صدق وعده، ونصر شعبه، وأعز جنده المصريين، وهزم الإخوان وحده".
 
وفيما يعد تحريضا على استمرار سفك الدماء بمصر، قال عيسى: "من المؤكد والمتيقن المحتوم أننا لم نكسب معركتنا ضد التطرف الديني حتى الآن.. بل نحن لم نخضها حتى هذه اللحظة، لكن المستقبل يتطلب بل ويستوجب استكمال المعركة للانتصار الخفاق، حيث إنه لا إصلاح سياسيا أو اقتصاديا دون إصلاح ديني".
 
وحرض عيسى على الإخوان وكل من ينتمي للاتجاه الإسلامي فقال: "والنبي لو قعدنا مئة عام فلن نتقدم على أي مستوى في الحرية السياسية والديمقراطية، كما لن نخطو ناحية أي تطور اقتصادي، ما دام الشعب يعاني من هذا التضليل الديني، وما دمنا نترك فلول الإخوان والإرهابيين والسلفيين والجامدين والمتاجرين بالدين والفخورين بجهلهم الديني يحاولون الوثوب مرة أخرى على العقل المصري".
 
وبالرغم من إشادته بالمصريين، وخروجهم في 30 يونيو، وما اعتبره: "روعة مناهضتهم للإخوان، وكشفهم للمتاجرين بالدين، وسلامة ضميرهم الديني"؛ إلا أن عيسى وصفهم بأنهم "يعانون من انحدار مستوى ثقافتهم الدينية بشكل مذهل".
 
وأشار إلى أن "المواطن يحصل على خمسة وتسعين في المائة من معلوماته الدينية شفويا، وأن الناس متربية على الحفظ والفهم، وأننا ربينا أبناءنا على معرفة دينهم من الأحاديث التي تضعها الجماعات الإسلامية والإخوان في هامش صفحة المذكرات أو في الإجابة عن سؤال تليفوني في برنامج ديني، أو درس جامع بعد الصلاة".
 
واختتم مقاله بقوله: "لا تضيعوا ما صنعنا بما أغفلنا، ولا تفرطوا في نصر جاءنا بهزيمة نذهب إليها، ولا تتكاسلوا عن تنظيف مكان الجرح حتى لا يتقيح، ولا تناموا فيوقظكم الغيلان، ولا تأمنوا فيفاجئكم الإخوان"، على حد تعبيره.
 
وشدد على أن: "الإصلاح الديني هو ثورة مصر الحقيقية على نفسها، وعلى تخلف فكر أهلها الديني، وعلى الغزو المتطرف الإرهابي لأراضيها، وعقول مواطنيها"، كما قال.
 
وإبراهيم عيسى شخص مثير للجدل، وقد هاجم كتب الصحاح كالبخاري وغيره، ويقول البعض إنه يميل إلى التشيع، وتبرز جريدته "التحرير" أخبار الشيعة وإيران في العالم العربي بشكل كبير.
 
كما أنه كان من أشد معارضي الرئيس المخلوع حسني مبارك، وحُبس في عهده بسبب شائعة رددها حول صحته، وبعد الثورة هاجم الإخوان المسلمين بضراوة، ووصف الرئيس مرسي في برامجه بأنه "استبن"، واعترف في حوار أخير بأنه، وعدد من الإعلاميين المصريين، تعمدوا السخرية من مرسي والإخوان، والتهكم عليهم، كي يهدروا هيبتهم بين أبناء الشعب، وبالتالي تمكنوا من إسقاطهم عن الحكم.
 
كما أن عيسى من أشد داعمي قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي، وقد كشف  النقاب عن لقاءات خاصة جمعته به قبل 30 حزيران/ يونيو في مقال سابق. كما أنه من أشد المحرضين على العنف، وقتل الأبرياء، تحت ذريعة "محاربة الإرهاب".
 
ولطالما تشدق الكتاب العلمانيون، وفي مقدمتهم عيسى، بأنه لا يجوز للإخوان خلط الدين بالسياسة، وأعلنوا رفضهم تحويل الصراع السياسي إلى ساحة للتصنيف الديني بين مسلم وكافر. لكن مقال إبراهيم عيسى هذا يقدم دليلا عمليا على أن هؤلاء الكتاب، والتيار العلماني بالإجمال، يوظف الدين من أجل تكفير المخالف السياسي، بل والتحريض على قتله، وسفك دمه، دون أن تتم محاسبتهم أو مساءلتهم.