كتب عدنان حسين: كيف تمكّن عناصر
داعش من الوصول إلى بهرز في محافظة ديالى؟ وقبله كيف استطاعوا اجتياح مدينة
الفلوجة الواقعة على مرمى حجر من العاصمة، واحتلالها والمرابطة فيها وإقامة دويلتهم، بما فيها شرطتهم ومحاكمهم الشرعية؟
الأسلحة المتوسطة والخفيفة وذخائرها يمكن تفكيكها وحملها في عبوات وصرر وحقائب صغيرة من قبل أفراد ومجموعات صغيرة على ظهور حيوانات عبر البساتين والطرق الزراعية الى الاهداف المبتغاة. لكن ماذا عن السيارات الكبيرة والآليات العسكرية التي استخدمت في حمل الافراد والاسلحة والذخائر؟ كيف وصلت الى بهرز وقبلها الفلوجة وسواهما؟ من أين دخلت وكيف سارت على الطرق المزروعة بنقاط التفتيش (السيطرات) وتنتشر حولها القوات العسكرية؟
ليجرب أي شخص أن ينتقل من أية مدينة الى أية مدينة بأصغر أنواع السيارات، وليحصي عدد نقاط التفتيش التي يستوقفونه فيها ويسألونه من أين هو قادم والى أين متجه، وربما أيضا يطلبون اليه ابراز أوراق السيارة والسائق.
لابدّ ان في الأمر سراً.
يخيّل اليّ ان أحداً من عناصر داعش والقاعدة لم يكن مضطراً لتفكيك الاسلحة والذخائر وحملها في عبوات وصرر وحقائب صغيرة عبر البساتين والطرق الزراعية للوصول الى الفلوجة وبهرز وسواهما من المدن والمناطق التي تحتلها عناصر داعش المسلحة الآن أو احتلتها في الماضي.
أتصور ان هناك سراً.. لكنه سرّ غير مغلق، فثمة طريق سهلة ومأمونة لنقل ارهابيي داعش من مدينة الى أخرى بأسلحتهم وذخائرهم وآلياتهم، كبيرة وصغيرة.. انها طريق الفساد المالي والاداري.
في معظم الحالات التي جرى فيها تهريب سجناء القاعدة وداعش وسواهما من السجون والمعتقلات المُحكمة الاغلاق والمحروسة حراسة مشددة، ثبت ان تلك العمليات جرت بتواطؤ مع موظفين ومسؤولين محليين.. أي من داخل السجون والمعتقلات، وهو تواطؤ لم يكن بطبيعة الحال لوجه الله.. انه مدفوع الثمن مسبقاً.. لماذا لا يكون الأمر نفسه مع عمليات نقل الداعشيين والقاعديين باسلحتهم وذخيرتها وآلياتها الى المدن والمناطق التي يحتلونها؟
كما يوجد فاسدون ومفسدون في ادارات السجون والمعتقلات، وكما يوجد فاسدون ومفسدون في وزارات الدولة ودوائرها كافة، ما الذي يمنع وجود نظراء لهم في الاجهزة الأمنية؟ لماذا يتعيّن علينا ان نستثني وزارات الداخلية والدفاع والأمن الوطني ونعتبرها معصومة ومحصنة من الفساد ؟
لنراجع السجلات .. لندقق في الأسماء .. لابدّ اننا سنمسك بخيط السر الذي يجعل عناصر داعش والقاعدة يتحركون بيسر وراحة واطمئنان بين مدننا ومناطقنا، فيجتاحونها ويحتلونها وينظّمون فيها المذابح ويعيثون في أراضيها فساداً.
(المدى العراقية)