اختلف اثنان من الفلاسفة مفكرين في ناتج جمع واحد و واحد ، فأحدهما يرى ،أنه يساوى أيضاً واحد وتعليله من الناحية الكمية عند إضافة مقدار ماء إلى آخر فإننا نتحصل في النهاية على مقدار من الماء ، أما المفكر الثاني فكان يرى وجوب مساواة الناتج لثلاثة والتعليل في ذلك بزعم اجتماعي عندما يجمع بين رجلُ وامرأة عقد زواج فسيكون الناتج بعد فترة مساوياً لثلاثة بإضافة مولود جديد ،لكن ومن الغريب عزيزي القارئ أن كلاهما على صواب على حدة لأن الأول ينظر من اتجاه كمي في حين أن الآخر يبحث في اتجاه اجتماعي ،وقد قبل كلُ منهما رأى الآخر بعدما تفهم وجهة نظر صديقه للأمور ،ثم تطرقاً حديثاً إلى موضوع آخر ثم آخر حتى قال أولهما أن مصر تقع في إفريقيا القارة السوداء هنا صمت الثاني ولم يستطع إلا أن يوافق كلامه بيد أن الأمر محسوم جغرافياً ولا مجال فيه لإبداء الآراء .
هل لاحظت عزيزي القارئ أن بعضهما متفق مع الآخر ؟!! كلاهما نظر للموضوع من ناحية الناتج المتحصل عليه رغم اختلاف الناتج قيمته أما أنا و أنت نرى أن ناتج جمع واحد وواحد هو اثنان لا ثالث لهما ناظرين من جهة المدخلات والمتاح بين أيدينا ،إنها قيمة ثالثة صحيحة لعملية الجمع محل النقاش ، تخيل معي ثلاث قيم صحيحة لعملية جمع واحدة في موضوع أتيح فيه الرأي والتعبير موضوع غير محسوم لا جغرافياً ولا دينياً ولا أي سبب منطقي مقنع ينهى النقاش قبل بدايته لصالحه .
ومما دعاني أن أكتب كلماتي هذه هو طريقة نقاشاتنا اليومية بغيضة الشكل في
مجتمع يحاول اجتذاب الحرية من بين براثن سارقيها ،إلا أن هذه النقاشات رغم تدنى مستوها وتطرقها إلى التخوين أحياناً تكشف هويتنا وذاتنا الداخلية المطمورة والمكبوتة لسنوات بين دفتي صدورنا وأرى فيها بعد إدخال بعض التحسينات ظاهرة صحية على مدى المستقبل القريب .