قال رئيس الوزراء الأردني، عبدالله
النسور: "إن بلاده تأمل في عدم وجود قناة سرية لمفاوضات السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، كما حدث في اتفاق أوسلو 1993.
وخلال كلمة له أمام
مجلس النواب الثلاثاء، في الجلسة الثانية التي يعقدها المجلس لمناقشة جولات وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، وآثارها وتداعياتها على الأردن والقضية الفلسطينية، أضاف النسور: "نأمل عدم تكرار سيناريو أول اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين عام 1993، عندما علم الأردن متأخرًا بوجود قناة سرية بين
الفلسطينيين والإسرائيليين".
وأعرب نواب خلال كلمتهم عن رفضهم للمشروع الأمريكي الذي يقوده كيري، مشيرين إلى أنه يشكل "مكافأة لحكومة الاحتلال الصهيوني" من جهة، ومن جهة أخرى يعتبر "خطرًا" كبيرًا على الأردن وفلسطين.
من جانبه، أعرب النائب حسني الشياب عن تخوفه من أنباء سمعها حول تعويضات ستدفع للاجئين الفلسطينيين في الأردن قيمتها 25 ألف دولار أمريكي لكل لاجئ، مقابل التخلي عن حق العودة لفلسطين، وسعي إسرائيل لإجبار الأردن على منح الجنسية لأبناء قطاع غزة والضفة الغربية.
وفيما طالب النائب تمام الرياطي الأردنيين بالانتفاض لحماية وطنهم، شنّ النائب سمير عويس هجومًا على وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، على خلفية بيان أدلاه أمام النواب خلال الجلسة الأولى، لمناقشة جولات كيري قبل يومين، معتبرًا أن بيانه لم يقدم أي شيء.
وقال النائب خميس عطية، في كلمة له: "إن الإعلام الإسرائيلي كشف الخطة الأمريكية المنحازة إلى اليهود، مطالبًا بضرورة اتخاذ موقف برلماني تلتزم به الحكومة به لمواجهة تلك المخططات".
وألقى جودة كلمة، الأحد الماضي، خلال الجلسة الأولى التي عقدت لمناقشة جولات كيري، قال فيها: "إن الأردن لن يقبل بأي حل للقضية الفلسطينية على حسابه، وأنه لن يكون وطنًا بديلاً لأحد"، كما أشار إلى أن "الأردن له الحق في رفض أو التحفظ على أي مادة تتعارض مع المصالح الأردنية".
وتأتي هذه الجلسات، إثر توقيع أعضاء مجلس النواب الأردني، على مذكرة طالبوا فيها بعقد جلسة عامة للنواب، لمناقشة جولات كيري، وتأثيرها على الأردن والقضية الفلسطينية.
وزار كيري، إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن والسعودية مؤخرا، وعقد سلسلة من اللقاءات مع المسؤولين؛ بغية دفع عملية السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، في جولة هي العاشرة له في المنطقة منذ توليه منصبه في فبراير/ شباط الماضي، وذلك بهدف دفع عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وخلال لقاءاته مع المسؤولين في إسرائيل وفلسطين والأردن، تحدث كيري عن ما أسماه "اتفاق إطار"، إلا أنه لم يعلن رسميًّا حتى اليوم عن ما يتضمنه هذا الاتفاق.
غير أن صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية نقلت عن المحلل السياسي في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، توماس فريدمان، قوله إن خطة الإطار الأمريكية، تتضمن انسحاب اسرائيل من الضفة الغربية على أساس حدود عام 1967 مع تبادل للأراضي، وبقاء التجمعات الاستيطانية تحت السيطرة الاسرائيلية مقابل أن يأخذ الجانب الفلسطيني مقابلها أراض داخل حدود 1948 .
كما تحوي الخطة اعتبار القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية مقابل الاعتراف الفلسطيني، بإسرائيل "دولة قومية لليهود"، بحسب الصحيفة.
وحول قضية اللاجئين، لم يوضح فريدمان طبيعة الحل، لكنه قال: "إن الخطة لم تشر إلى عودتهم، إلى داخل أراضي 1948 .
ونقل فريدمان عن مصادر أمريكية وإسرائيلية مطلعة على المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، قولها إن اتفاق الإطار بهذه الصيغة سيقدم للرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، في وقت قريب، وسيكون بمثابة الأساس للمفاوضات بين الجانبين.