أعلنت الأمم المتحدة أنها أوقفت توزيع
المساعدات الغذائية في
مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الذي يقع جنوب العاصمة السورية دمشق، بسبب سماع أصوات الرصاص.
وفي تصريح صحفي لـ"فرحان حق"، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أوضح أن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، قامت بتوزيع ألف و26 سلة غذائية منذ تمكنها من دخول المخيم قبل عدة أيام.
وأضاف حق أن على الحكومة السورية توفير الأمن والظروف المناسبة لمواصلة توزيع المساعدات الغذائية على سكان المخيم، لافتا إلى أن المساعدات التي تم توزيعها لا تكفي للأطفال والنساء الذين يبلغ عددهم 18 ألفا في المخيم.
وفي ذات السياق أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)، في بيان صحفي، أنها أوقفت توزيع المساعدات لسماع أصوات الرصاص من مكان قريب.
وأكدت أونروا على ضرورة إيصال المساعدات الغذائية إلى أكبر عدد ممكن من اللاجئين في المخيم، لأنهم في حاجة ماسة للغذاء، مشيرة إلى أنه يمكن توزيع مساعدات غذائية في مناطق أخرى من سوريا في حال توصلت الحكومة والمعارضة السورية إلى اتفاق بهذا الشأن.
وكانت قد وصلت إلى العاصمة السورية دمشق، 350 سلة غذائية، لتوزيعها على أهالي مخيم اليرموك المنكوبين، بعد معاناتهم لفترة طويلة من
الحصار الذي فرضته قوات
النظام السوري عليهم والذي أدى إلى وفاة اكثر من 80 شخصا، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة.
وأوضح الناشط الإعلامي المحلي في مخيم اليرموك رامي السيد لمراسل الأناضول، أن "جمعية وفاء للإغاثة" ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، قدموا 350 سلة غذائية لأهالي المخيم المحاصرين من قبل قوات النظام السوري، مضيفاً أن المساعدات وُزعت للعائلات الفلسطينية عند مدخل المخيم.
وأفاد السيد بأن السلات الغذائية تحوي خبزاً ومربى، مشيراً إلى أن العائلات شعروا بالسعادة لاستلامهم مثل تلك المساعدات، في ظل وجود آلاف العائلات الاخرى التي تنتظر مساعدات.
وذكر السيد أن المخيم لم يُقدم له مساعدات إنسانية كافية، ويعاني وضعا إنسانيا خطيرا، لافتاً إلى أن اهالي مخيم اليرموك يريدون فك الحصار المفروض عليهم في أقرب وقت ممكن.
وأحصى المرصد السوري لحقوق الانسان وفاة 86 شخصا في المخيم؛ بسبب الحصار المفروض من القوات النظامية منذ حزيران/ يونيو.
وأنشئ اليرموك في عام 1957 كمخيم للاجئين الفلسطينيين، الا انه تحول خلال العقود الماضية الى منطقة تجارية وسكنية، تضم مباني من طبقات عدة يقيم فيها عشرات الآلاف من الفلسطينيين والسوريين.
وقبل اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد، قارب تعداد الفلسطينيين في اليرموك 150 ألف شخص.
ومع تمدد المعارك في صيف 2012 الى احياء على اطراف دمشق، نزح العديد من سكان العاصمة الى اليرموك؛ ما رفع عدد سكانه بشكل ملحوظ.
لكن المخيم نفسه سرعان ما تحول الى ساحة حرب، وانتقل اليه العديد من السوريين الذين حملوا السلاح ضد القوات النظامية.
وشارك مسلحون فلسطينيون في القتال، بعضهم الى جانب المعارضين، وآخرون الى جانب القوات النظامية، ولا سيما منهم عناصر الفصائل الموالية للنظام، ابرزها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة.
وفي حزيران/ يونيو، فرضت القوات النظامية حصارا على المخيم البالغة مساحته كيلومترين مربعين. ودفعت الظروف الخانقة العديد من السكان ليقتاتوا من لحوم الحيوانات الشاردة.