ثوار يحتفلون بثورة طالما وصفوها بـ"المؤامرة الصهيوأمريكية"! هكذا بدا ميدان
التحرير في الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير 2011، ولعل الأعجب أن يرفع هؤلاء صور مَنْ ثاروا على حكمه؛ فصور الرئيس السابق حسني مبارك كانت تزين "التحرير" على طوله.
وكان من الطرافة بمكان إلقاء أحد قيادات الشرطة خطبة ثورية من أعلى منصة التحرير، حض فيها "
المواطنين الشرفاء" على مؤازرة الشرطة في التصدي للإرهاب، متناسياً أن
ثورة 25 يناير تفجرت بالأساس للتصدي لممارسات الشرطة القمعية!
وفيما كان المتظاهرون السلميون يُقتلون في شوارع القاهرة والاسكندرية وسائر المدن المصرية برصاص "الداخلية" الحي، كان "المواطنون الشرفاء" هناك في "التحرير" يحتفلون على طريقتهم في حماية قوات طالما قمعتهم لعقود.
كورال الكنسية الغنائي كان حاضراً في "التحرير".. مواطن يرفع البيادة (بسطار المجند) فوق رأسه، وآخر يشرب البيرة رافعاً صورة وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي مكتوب عليها "نرى فيك مستقبل مصر".
وعلى الرغم من أن قتل العشرات في الميادين لم يعكر صفو أجواء الاحتفال الثوري هناك في "التحرير"، فإن الذي عكر جزئياً الأجواء كان حالات
التحرش الجماعية التي اشتهر بها "التحرير".
عدد من نشطاء التواصل الاجتماعي أطلق حملة ساخرة من احتفالات ثورة 25 يناير في العام الجديد 2014، جمع فيها الشباب صورا طريفة لأبرز مشاهد السبت.
وفي تدوينة لهم على مواقع التواصل الاجتماعي، نشر نشطاء بيانا ثورياً ساخراً جاء فيه: "نداء للثوار.. المستشفى الميداني بميدان التحرير محتاج إلى الآتي: حبوب منع حمل، واقيات ذكرية، ملابس جديدة، الاصابات نتيجة التحرش الجنسي بالمئات، يا جماعة مش قادرين نسيطر على الوضع!".
في حين حمل طفل صغير، تماثيل للفريق أول عبد الفتاح السيسي مطالبا إيّاه بالترشح لرئاسة الجمهورية، ولكن علق أحد نشاء التواصل الاجتماع على الصورة ساخرا بلسان شخصية القرموطي: "انتوا لحقتوا تعبدوه"!!.