جدد المدرب الفرنسي لارسنال الانكليزي ارسين فينغر رغبته بالحصول على خدمات "العفريت" الأوروغوياني لويس سواريز الذي يقدم موسما خارقا في الدوري الانكليزي الممتاز، وكان آخر فصوله الأحد حين قاد ليفربول لاكتساح مضيفه توتنهام 5-صفر.
وسبق لفينغر أن حاول التعاقد مع سواريز الصيف الماضي في وقت أعرب فيه الأخير عن رغبته بالرحيل عن فريق "الحمر"، مؤكدا بأن الأخير وعده قبل عام بالسماح له بالرحيل في حال فشل في التأهل إلى مسابقة دوري ابطال أوروبا لموسم 2013-2014.
وأشار سواريز إلى أن عقد الأربعة أعوام الذي وقعه في 2012 يتضمن بندا يسمح له بالرحيل في حال عرض على ليفربول مبلغ 40 مليون جنيه استرلينيأو أكثر، لكن إدارة النادي التي رفضت عرضا قدره 40 مليون وجنيه واحد من أرسنال، اعتبرت بأن كل ما عليها فعله في حال حصولها على عرض من هذا النوع أن تعلم اللاعب به وأن تقيمه دون أن تكون مضطرة إلى الموافقة عليه.
وأصر المالك الأساسي لليفربول جون دبليو هنري أن لا نية لدى النادي من أجل بيع المهاجم الأوروغوياني الذي ارتفعت أسهمه دون أدنى شك بعد الأداء الرائع الذي يقدمه مع "الحمر" هذا الموسم، وهو رفع الأحد بثنائية في مرمى توتنهام رصيده إلى ثمانية أهداف في ثلاث مباريات و17 في هذا الموسم الذي غاب عن مراحله الخمس الأولى بسبب الإيقاف لعضه مدافع تشلسي الصربي برانيسلاف ايفانوفيتش.
ويبدو أن أرسنال سيكون أول المهتمين مجددا بالحصول على خدمات سواريز بحسب تلميحات فينغر في مقابلة مع تلفزيون "تي اف 1" ضمن برنامج "تيلي فوت"، حيث أشار المدرب الفرنسي الذي يتصدر فريقه الترتيب بفارق نقطتين عن ليفربول وتشلسي، إلى أن مهاجم اياكس الهولندي السابق تحول من "ملاك" خارج الملعب إلى "عفريت" داخله، مضيفا "أعتقد أن كل مدافع في
انكلترا يخشى اللعب ضده، ويتمتع بشخصية قوية واستفزازية، من المعلومات التي جمعتها عنه، يبدو أنه من السهل جدا التعامل معه على أساس يومي".
وتابع فينغر "كما أنه شخص محترم، يحب التمارين، إنه ملاك يتحول إلى عفريت حين يدخل أرضية الملعب، جميعنا نحلم بالحصول على لاعب مثله".
ومن المؤكد أن فينغر لا يبحث عن "العفريت" الذي كان عليه سواريز خلال مشواره في الدوري الإنكليزي الممتاز حتى الآن، اذ وضع المهاجم الأوروغوياني نفسه تحت المجهر للأسباب الخاطئة التي تطغى في معظم الأحيان على تألقه كلاعب، وهذا ما حصل الموسم الماضي خلال مباراة فريقه مع تشلسي عندما لم يتحدث أحد عن هدف التعادل (2-2) الذي سجله في الوقت بدل الضائع بل عن عضه مدافع الفريق اللندني الصربي برانيسلاف ايفانوفيتش ما أدى إلى ايقافه لعشر مباريات.
صحيح أن سواريز اعتذر بعد المباراة مباشرة عن الحركة "الصبيانية" التي قام بها دون أن يتنبه إليه الحكم، قائلا "أنا حزين لما حصل، أعتذر لايفانوفيتش وكل عالم كرة
القدم عن التصرف غير المبرر الذي قمت به، أنا متأسف جدا!!".
ولم تكن المرة الأولى التي يلجأ فيها سواريز إلى عض لاعب خصم، إذ إن مسيرته مع اياكس امستردام الهولندي انتهت بسبب حركة من هذا النوع بعدما أوقف عام 2010 لسبع مباريات بسبب عضه لاعب ايندهوفن عثمان بقال، كما أن مسيرته مع ليفربول شهدت حادثة تسببت بضجة كبيرة وبايقافه لثماني مباريات وفرضت عليه غرامة مالية مقدارها 60 ألف جنيه بعد اتهامه بتوجيه كلام عنصري باتجاه مدافع مانشستر يونايتد الفرنسي باتريس ايفرا خلال مباراة الفريقين في الدوري المحلي في 15 تشرين الأول/ أكتوبر 2011.
ووقف ليفربول حينها إلى جانب لاعبه الأوروغوياني واعتبر بأن الاتحاد الإنكليزي كان "عازما" على ايجاد سواريز مذنبا، معتبرا بأن المهاجم الأوروغوياني لم يحصل على جلسة استماع عادلة.
وفتح الاتحاد الإنكليزي حينها تحقيقه استنادا إلى التصريح الذي أدلى به ايفرا بعد المباراة مباشرة لقناة "كنال بلوس" حيث أكد بأن مهاجم اياكس امستردام السابق وجه له اهانات عنصرية أكثر من 10 مرات في تلك المباراة.
وقال ايفرا حينها "كنت منزعجا، لا يمكنك قول أشياء مماثلة في 2011، إنه يعلم ما قاله، الحكم يعلم ذلك أيضا، ستظهر الأمور إلى العلن، لن اكرر ما قاله، لكنها كانت كلمة عنصرية ورددها أكثر من 10 مرات، لقد حاول أن يستدرجني، لن أضخم المسألة لكنه أمر مزعج ومخيب".
وزادت النقمة على المهاجم الأوروغوياني بعد رفضه مصافحة ايفرا في المواجهة التالية بينهما في شباط/ فبراير 2012 ثم بلمسه الكرة بيده قبل تسجيل هدف الفوز لفريقه في كانون الاول/ يناير الماضي في الدور الثالث من مسابقة الكأس أمام مانسفيلد.
لكن يبدو أن ليفربول واثق هذا الموسم من أن "العفريت" سواريز الذي تسبب الأحد بطرد البرازيلي باولينيو من توتنهام، لن يقوم بالحماقات التي تشوه صورة النادي العريق من خلال منحه شارة القائد التي ارتداها في "وايت هارت لاين" بسبب غياب ستيفن جيرارد، في محاولة منه ربما من أجل اغرائه بتوقيع عقد جديد معه.
لكن سيكون من الصعب عليه التمسك بخدماته خصوصا في حال قام أحد الفرق بعرض مبلغ الـ55 مليون جنيه الذي طالب به سابقا مدرب "الحمر" الإيرلندي الشمالي برندن رودجرز، علما بأن ريال مدريد الإسباني كان من المهتمين جدا به أيضا، وقد يدخل على الخط باريس سان جرمان الفرنسي الساعي منذ انتقال ملكيته إلى القطريين إلى استقطاب جميع النجوم الكبار.