قالت صحيفة التايمز البريطانية إن العلماء اكتشفوا أن ممارسة التمارين الرياضية تقلل بشكل كبير من خطر
الخرف، في الوقت الذي يتوافد فيه مسؤولو
الصحة في أغنى دول العالم إلى بريطانيا للتباحث حول محاربة "وباء القرن الحادي والعشرين".
وتقول الصحيفة إن ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني كان اعتبر التعامل مع هذه الأزمة المحدقة مهمة شخصية؛ بينما يعد لاستقبال مؤتمر "مجموعة الثماني" حول المرض غدا الأربعاء.
وتضيف الصحيفة أن الخبراء حثوا كاميرون على أن يقول للشعب إن أنجع وقاية من هذا المرض تكون بالحفاظ على اللياقة والأكل الصحي وليس العقارات الجديدة. وبحسب الخبراء، فإن على الأشخاص في مرحلة الكهولة أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه الوقاية من هذا المرض بدل انتظار علاج له، حيث توصلت دراسة أجريت على مدة طويلة غير مسبوقة لهذا المرض بأن عيش حياة صحية يقلل احتمال حدوث الخرف بـ 60%، حسب تقريرها الصادر اليوم الثلاثاء.
كما بينت الدراسة التي استمرت 35 عاما، والتي نشرت التايمز تقريرا عنها، أن خمس عناصر لنمط حياة صحية بإمكانها منع حدوث عدد من الأمراض بما في ذلك أمراض القلب والسكر والخرف. وتؤكد الدراسة أنه ومن المؤسف أن 1% فقط من الناس يحافظون على هذه العادات الصحية الخمس، مشيرة إلى أن هذا الوضع لم يتغير على مدى ثلاثة عقود.
وتابع العلماء في جامعة كارديف 2235 رجلا منذ عام 1979 حيث بحثوا في الرابط بين المرض والتمرين المنتظم وأكل الخضار والفواكه والمحافظة على الرشاقة البدنية وعدم
التدخين وشرب الخمور بكميات قليلة.
وقال البروفيسور بيتر إلوود الذي قاد البحث: "إن حجم الإنخفاض في عدد حالات المرض باتخاذ هذه الخطوات الصحية البسيطة أذهلنا وهذه النتائج مهمة لمجتمع يزيد فيه عدد المسنين".
وأضاف: "إن اتباع نمط حياة صحي يعود بفوائد مذهلة على صحة الإنسان، والعادات الصحية لها فوائد تفوق بكثير فوائد أي علاج طبي أو إجراءات وقائية."
وبحسب التايمز، فإن الدراسة التي نشرت في الدورية العلمية "بلس ون" تشير إلى أن من اتبعوا أربعا من العادات الصحية بشكل منتظم كانوا أقل عرضة بنسبة 60% لمرض الخرف، وأن ممارسة التمارين البدنية كان لها الجزء الأكبر من الأثر. وحتى الآن فإن 219 من المشاركين بدأت تظهر عليهم علامات التردي في الإدراك و79 منهم أصيبوا بالخرف.
ويقول البروفيسور إلوود إن النتائج كان من الممكن أن تكون مختلفة لو أن نصف الرجال المشاركين اتبعوا عادة واحدة إضافية قبل ثلاثين عاما، مضيفا أن ذلك كان سيجعل عدد حالات الخرف أقل بـ 13%، وعدد حالات السكري أقل بـ 12%، وعدد حالات القلب أقل بـ 6%، وعدد الوفيات أقل بـ 5%. وينصح البروفيسور إلوود الناس بالتدرج في اتباع العادات الصحية: "أضف واحدة من العادات الصحية إلى سلوكك وعندما تتمكن منها أضف أخرى".
ويعترف إلوود بأن التمرين يحتاج إلى وقت، ولذلك فهو ينصح الناس بأن يدخلوا التمرين في روتين حياتهم ويقول: "أوقف سيارتي على مسافة ميل من مكان عملي، وأذهب مشيا إلى الدكاكين، كما أنني أستخدم السلم بدلا من المصعد الكهربائي".
وتشير التايمز إلى أن رئيس وزراء بريطانيا ديفد كاميرون سيستقبل الأربعاء وزراء الصحة لدول مجموعة الثمانية في لندن، في مؤتمر مخصص للخرف الذي يصفه كاميرون بأنه أزمة قومية. كما يتوقع أن تخصص الحكومة ملايين الجنيهات لدعم الأبحاث حول هذا المرض، حيث يعاني حوالي 800 ألف بريطاني من الحالة ويتوقع تضاعف العدد مع حلول عام 2050.
ويرى البروفيسور إلوود أن إنفاق المزيد من الأموال تخلي رجل الشارع من مسؤوليته، بينما يجب التركيز على أن المسؤولية الأولى تقع على الشخص نفسه وأسلوبه في الحياة، على حد وصفه.