تطلق المعارضة السورية الثلاثاء تقريرا بعنوان "بالسكين"، يوثق "المجازر التي ارتكبها النظام بالسلاح الابيض"، بحسب ما أفاد المكتب الاعلامي في الائتلاف الوطني لقوى
الثورة والمعارضة.
ويركز التقرير على "المجازر المنهجية التي ارتكبتها قوات النظام بالاسلحة البيضاء فقط، خلال اكثر من سنتين ونصف من عمر الثورة، ويكشف كيف ان 20 مجزرة على الاقل قضى خلالها 2885 ذبحا"، بحسب المكتب.
الى ذلك قال المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين ان قوات الرئيس السوري بشار الاسد استردت السيطرة على طريق سريع يربط دمشق بمنطقة الساحل وتحتاج اليه لاخراج مئات الاطنان من المواد الكيماوية السامة من البلاد لتدميرها في الخارج.
ويمثل القتال في
سوريا عقبة امام تنفيذ اتفاق بين دمشق ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية لإزالة الاسلحة الكيماوية بحلول نهاية العام لتدميرها.
وبدأ الجيش حملة في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر لتأمين الطريق السريع الذي يمر بجبال القلمون على مسافة 50 كيلومترا تقريبا شمالي دمشق ويمتد بمحاذاة الحدود اللبنانية ويستضيف الكثير من القواعد والمواقع العسكرية.
واستعاد الجيش السيطرة على بلدتي قارة ودير عطية الواقعتين على الطريق السريع من مقاتلي المعارضة وقام بحملات حول بلدة النبك القريبة من الطريق.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض للاسد ان الطريق أصبح مفتوحا لكنه ليس آمنا مضيفا انه مازال معرضا لهجوم من جانب مقاتلي المعارضة.
ونقل تلفزيون المنار التابع لحزب الله اللبناني حليف النظام السوري عن مصادر أمنية سورية قولها ان بلدة النبك تحت سيطرة الجيش الكاملة الآن وإن الطريق السريع اصبح آمنا.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان "القوات النظامية سيطرت تقريبا على كامل مدينة النبك، وان الاشتباكات مستمرة في بعض جيوب المقاومة التي يقاتل فيها مقاتلو الكتائب".
وتقع بلدات النبك ودير عطية وقارة على خط واحد على الطريق السريعة بين حمص ودمشق. وسيطرت قوات النظام على قارة في 19 تشرين الثاني/نوفمبر، ثم طردت مقاتلي المعارضة من دير عطية التي تحصنوا فيها بعد انسحابهم من قارة. وتستكمل سيطرتها على النبك تمهيدا للانتقال الى يبرود التي تعتبر المعقل الاخير المحصن المتبقي للمعارضة المسلحة في القلمون، بالاضافة الى قرى ومواقع اخرى صغيرة.
وتعتبر منطقة القلمون الحدودية مع لبنان استراتيجية لانها تشكل قاعدة خلفية للمعارضة المسلحة تزود منها معاقلها في ريف دمشق وبعض المناطق المتبقية لها في حمص بالسلاح والرجال. كما انها اساسية للنظام، لانها تؤمن له التواصل بين وسط البلاد والعاصمة.
على صعيد آخر، بدأت خدمات الاتصالات والانترنت بالعودة الى سوريا بعد ساعات من انقطاع شبه تام بسبب عطل فني.
وافاد التلفزيون الرسمي عن "عودة الاتصالات والانترنت تدريجيا بعد ان قامت الورشات باصلاح الخلل في الكابل الضوئي"، وهو ما كانت اعلنته في وقت سابق اليوم.
وهذه ليست المرة الاولى التي يسجل فيها مثل هذا الانقطاع منذ بدء النزاع منتصف آذار/مارس 2011، وتعود الاتصالات اجمالا بعد ساعات او يومين على الاكثر.
ودبلوماسيا، عبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاثنين عن شكه في ان يؤدي مؤتمر السلام حول سوريا المقرر في 22 كانون الثاني/يناير في
جنيف الى نتائج سريعة.
وقال لاذاعة "فرانس انتر" الفرنسية "اعتقد انه يعقد، لكن يجب الا يكون مجرد محادثات، يجب ان يؤدي الى نتيجة"، مستدركا "من الصعب جدا تصور ان يؤدي الى نتيجة سريعة".
واضاف ان مؤتمر جنيف "يعقد في ظروف صعبة جدا".
ويفترض ان يشارك ممثلون عن نظام الرئيس بشار الاسد والمعارضة وعدد من الدول العربية والغربية في المؤتمر الذي سيبحث في تشكيل حكومة تضم اعضاء من النظام والمعارضة وتتولى الاشراف على مرحلة انتقالية، على ان يكون ذلك مقدمة لحل النزاع القائم في البلاد منذ 33 شهرا.
وقال فابيوس "بعد سقوط 125 الف قتيل وفي الوضع الكارثي الذي وصلت اليه سوريا- والاسد هو المسؤول الرئيسي عنه- لا يمكن لشخص عاقل ان يتصور ان نتيجة كل ذلك، اعادة بشار الاسد" الى السلطة.
وكان رئيس الائتلاف الوطني لقوة الثورة والمعارضة السورية احمد الجربا جدد التاكيد ان الرئيس السوري "لا يجب ان يكون له اي دور في المرحلة الانتقالية"، وذلك في مقابلة مع وكالة الانباء الكويتية نشرت اليوم.
ويرفض النظام في المقابل مجرد طرح هذا الموضوع، معتبرا ان مصير الرئيس يقرره الشعب السوري من خلال صندوق الاقتراع.
وطالبت الخارجية السورية مجلس الامن "باتخاذ الاجراءات المناسبة الفورية لتحميل النظام السعودي المسؤولية عن نشر الفكر التكفيري المتطرف ودعم الارهاب في سوريا الذي لا يهدد سوريا فقط بل المنطقة والعالم بأسره"، وذلك في رسالة الى رئيس المجلس والامين العام لامم المتحدة.
وفي تداعيات النزاع، دعت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) الى تسهيل الوصول لاكثر من مليوني طفل في سوريا ضمن حملة تلقيح كبرى تجري حاليا في الشرق الاوسط لتحصين أكثر من 23 مليون طفل ضد شلل الأطفال، بعد ظهور حالات منه في سوريا.
وفي لبنان، اعلن وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور عن "استنفار" الاجهزة الرسمية والمنظمات الدولية لتأمين اللاجئين السوريين، عشية عاصفة قاسية متوقع ان تضرب البلاد غدا الثلاثاء.
ويستضيف لبنان اكثر من 845 الف لاجىء سوري، يقيم الآلاف منهم في مخيمات عشوائية تفتقر الى ادنى مقومات الحياة، بعدما حال الانقسام السياسي اللبناني حول النزاع السوري في اقامة مخيمات رسمية لهم.
يشار الى أن 91 شخصًا مصرعهم، من بينهم 15 طفلا و8 سيدات، في عمليات عسكرية شنتها قوات النظام السوري باستخدام الأسلحة الثقيلة، الأحد، على المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في مختلف المدن السورية.
وذكر بيان صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، التي تتخذ لندن مركزا لها، أن عمليات جيش النظام السوري، أسفرت عن مقتل 41 شخصا في ريف وضواحي العاصمة دمشق، و25 في حلب، و11 في حمص، و4 في دير الزور، و3 في حماة، و3 في داريا، وشخصين في القنيطرة، وشخص واحد في إدلب، وآخر في الرقة.
وفي بيان أصدرته اللجنة التنسيقية المحلية السورية، أشارت إلى أن قوات النظام قصفت مناطق دوما وبرزة وجوبر وداريا والمعضمية.
ومن جانبها أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن القوات الحكومية تمكنت من القضاء على عدد كبير من المسلحين وتدمير آلياتهم، خلال الاشتباكات التي وقعت.