شهدت
الجامعات البريطانية في السنوات الأخيرة إقبالاً على برامج تعلم وتعليم
اللغة العربية، فيما زادت نسبة الطلاب الذين سجلوا في مدارس السبت والأحد العربية، وكذا تلك التي تنظم في المساجد والنوادي الثقافية التابعة للجاليات العربية والمسلمة.
ويختار أبناء الجالية العربية مادة اللغة العربية كمادة اختيارية للامتحان بها في الثانوية. وأكد تقرير أعده المجلس الثقافي البريطاني تزايد أهمية اللغة العربية للتلاميذ على اللغات الأخرى، حيث أصبحت تتفوق العربية على اللغة الفرنسية من ناحية الإقبال على تعليمها وتعلمها.
وجاء في التقرير الذي حمل عنوان "لغات المستقبل" أن اللغة الصينية الشمالية (لهجة ماندرين) ستكون أهم من اللغة الألمانية في العقدين القادمين. وظلت اللغة الإسبانية من اللغات المهمة التي يقبل على تعلمها الطلاب. ودعا التقرير صناع السياسات التعليمية الأخذ بعين الإعتبار هذه التغيرات وتقديم خيارات لغوية للتلاميذ في البرامج التعليمية. ونقل التقرير عن جون ورني، مدير الاستراتيجية في "المجلس الثقافي البريطاني" قوله "المشكلة ليست أننا ندرس اللغات غير المناسبة لان كل اللغات التي ندرسها في المدارس حاضرة في أهم عشر لغات يقبل عليها التلاميذ، مثل الفرنسية والألمانية والإسبانية" لكنه أضاف قائلاً " إن
بريطانيا تحتاج إلى طلاب يستفيدون من هذه الفرصة واستخدام هذه اللغات إلى جانب العربية والصينية واليابانية".
وحذر قائلاً إنه لم تتحرك السلطات التعليمية وتواجه مشكلة تراجع الإقبال على تعلم اللغات "فإننا سنخسر فرصاً إقتصادية وثقافية. وعلى المدارس القيام بمهمتها لمواجهة هذه المشكلة التي تتعلق بالثقافة والثقة، والتي يمكن أن يتعاون على حلها رجال الأعمال والآباء وأي شخص آخر في بريطانيا" له علاقة بها. وقامت الدراسة التي أعدها المجلس الثقافي على دراسة أهم عشر لغات مفيدة للطلاب من خلال استخدام نظام متقدم لتحديد أهمية اللغة ومكانها في القائمة، مع الأخذ بعين الاعتبار العلاقات الإقتصادية والتصدير بين الدول المعنية بهذه اللغات، إضافة للعلاقات الدبلوماسية والأمن والإقبال على السياحة والاصطياف فيها.
وتوصلت الدراسة إلى أن هناك نقصاً مثيراً للقلق في أعداد البريطانيين القادرين على التحدث بأية لغة من 10 لغات جرى عليها البحث، بعد أن تبين بأن 75% منهم غير قادرين على التحدث بطلاقة بأية لغة من هذه اللغات.
واضافت الدراسة أن 15% من البريطانيين فقط يتحدثون اللغة الفرنسية بطلاقة، و6% اللغة الألمانية، و4% اللغة الاسبانية، و2% اللغتين العربية والإيطالية، و1% لغات الماندرين والروسية واليابانية، وأقل من واحد من كل 100 بريطاني يستطيعون التحدث باللغة البرتغالية أوالتركية التين جاءتا في المرتبة العاشرة.
وفيما يتعلق باللغة العربية، قال التقرير إن ستة دول عربية تظهر في قائمة أهم خمسين دولة تعتبر سوقاً مهما للبضائع البريطانية، حيث تبلغ قيمة التبادل التجاري معها حوالي 12 مليار جنيه استرليني، أكثر من قيمة التجارة البريطانية مع اسبانيا والصين وإيطاليا مجتمعة". وقالت الدراسة إن " اللغة العربية ظهرت كواحدة من اللغات التي توليها وزارة الخارجية أولوية، لأن هناك نية لزيادة عدد الدبلوماسيين الذين يعرفون العربية بنسبة 40 %".
وقال جون وورن، مدير قسم الإستراتيجية في المجلس الثقافي البريطاني "إن المملكة المتحدة تحتاج إلى تعليم المزيد من مواطنيها اللغات الفرنسية والإسبانية والألمانية إلى جانب اللغات العربية والصينية واليابانية، وما لم تتحرك لمعالجة النقص ستخسر اقتصادياً وثقافياً".