أفاد مركز معلومات وادي حلوة أن ما يسمى بـ"اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء" الإسرائيلية؛ صادقت أمس الجمعة، على مخطط "الحديقة القومية" على أراضي قريتي
الطور والعيسوية.
وبحسب المركز فإن مشروع "الحديقة القومية 11092 أ" في منطقة الطور والعيسوية، سيعمل على مصادرة 740 دونما من أراضي المواطنين، علما بأن "سلطة الطبيعة" و"سلطة تطوير
القدس" الإسرائيليتين قدمتا مشروع الحديقة القومية في تموز 2009، وفي كانون الأول من العام ذاته تمت المصادقة على المشروع بعد استيفائه للشروط الأولية، وفي كانون الثاني 2010، قررت اللجنة المحلية توسيع المشروع إلى الشمال والشمال الغربي، وفي نيسان 2010، صادقت اللجنة اللوائية الإسرائيلية للتنظيم والبناء على إيداع المشروع للاعتراضات بمساحة إجمالية 740 دونما".
وعقدت اللجنة اللوائية الإسرائيلية للتخطيط والبناء، الخميس الماضي، جلسة لاستماع الاعتراضات المقدمة على مخطط "الحديقة القومية"، واستمرت الجلسة من الساعة الواحدة ظهرا حتى التاسعة مساءً، وبعد انتهائها بساعتين صادقت اللجنة اللوائية عليها، كما أفاد المركز الفلسطيني للإعلام.
واستنكرت قيادات فلسطينية، اليوم السبت، مصادقة الحكومة الإسرائيلية على إقامة الحديقة عبر مصادرة أراضي المواطنين.
وقال وصفي قبها، القيادي في حركة حماس، لوكالة الأناضول، إن ما تم الحديث عنه اليوم وأمس في وسائل الإعلام الإسرائيلية من إقرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي لمشروع الحديقة الوطنية في القدس يأتي لتصفية ما تبقى من أراضٍ للبناء داخل المدينة للفلسطينيين.
وأضاف قبها أن عملية إقرار الحديقة الوطنية، بالإضافة إلى مخططات البناء في محيط القدس، عبر إقرار ستة آلاف وحدة استيطانية في القدس ومحيطها في شهرين، يتطلب من الرئيس الفلسطيني إعلان موقف رسمي بوقف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، لما لهذه الخطوة من أثر كبير على حجم الامتداد العربي داخل مدينة القدس.
من جانبه، قال الناطق باسم الحركة الإسلامية في الكيان الإسرائيلي، زاهي إنجيدات، للأناضول إن "إسرائيل" مهدت لمصادرة أراضي فلسطينيين في القدس، عبر سياق طويل من التضييق، وإغلاق المؤسسات العربية في المدينة، وإبعاد القيادات الفاعلة عنها كالشيخ
رائد صلاح (رئيس الحركة الإسلامية داخل الأراضي الفلسطينية من عام 1948)، واعتقال البعض الآخر كنواب المدينة في المجلس التشريعي الفلسطيني.
وفي حديثه للأناضول، قال القيادي في الجبهة الديمقراطية حلمي الأعرج، إن النضال الفلسطيني بات على مفترق طريق، في ظل تحول المشروع الصهيوني في هذه المرحلة إلى مشروع للقضاء على الوجود الفلسطيني في القدس، الضفة، وتحويل هذا الوجود إلى أقلية يمكن عزلها، وإرهاقها حتى الخروج من الأرض الفلسطينية.
وفي سياق متصل، قالت "مؤسسة
الأقصى للوقف والتراث"، في بيان لها ليلة أمس، إن "الاحتلال الإسرائيلي وأذرعه في القدس المحتلة صادق على إقامة حديقة توراتية على سفوح جبل المشارف شمالي القدس، قبالة المسجد الأقصى المبارك"، مضيقًا أن "الاحتلال صادرها من أصحابها المقدسيين من سكان بلدة العيسوية والطور (شمالي وشرقي القدس)".
وأضافت المؤسسة أن "الاحتلال يسعى من خلال إقامة هذه الحديقة التوراتية/ التلمودية،
تهويد محيط البلدة القديمة بالقدس ومحيط المسجد الأقصى بأقصى سرعة ممكنة"، مشيرة إلى أن "نتنياهو وحكومته دفعوا بقوة للإسراع بالمصادقة على المخطط، والبدء بتنفيذه".
وطالبت مؤسسة الأقصى، في البيان، كل المعنيين والجهات والمؤسسات الإسلامية والعربية والفلسطينية بالعمل على التصدي لكل هذه المخططات الخطيرة، وفي نفس الوقت إمداد أهل القدس بكل ما يمكنهم من الصمود في بيوتهم وأراضيهم ومقدساتهم.