نجح برنامج الأغذية العالمي التابع للامم المتحدة في توصيل حصص غذائية لعدد قياسي من المحتاجين في سورية بلغ 3.3 مليون شخص في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي مقابل 2.7 مليون في أيلول/ سبتمبر، لكنه ابدى قلقه الشديد على مدنيين يعيشون في مناطق محاصرة لا يمكنه الوصول إليها.
وقال برنامج الأغذية العالمي الجمعة، إنه لم يتسن الوصول منذ شهور عديدة إلى المناطق المحاصرة في دمشق وريفها حيث يحتدم القتال وإنه يعتقد أن الحالة الغذائية لهؤلاء المحاصرين متدهورة إلى حد كبير.
وقالت اليزابيث بيرس المتحدثة باسم البرنامج: "برنامج الأغذية العالمي قلق بشأن مصير العديد من السوريين المحاصرين في مناطق الصراع الذين لا يزالون بحاجة لمساعدات غذائية عاجلة. ونحن نراقب التقارير المقلقة عن انتشار
سوء التغذية بين الأطفال في المناطق المحاصرة".
وقال صندوق الأمم المتحدة للطفولة (
يونيسيف) التابع للأمم المتحدة إن المزيد من الأطفال ينقلون إلى المستشفيات في دمشق ومناطق أخرى من البلاد للعلاج من سوء التغذية وهي حالة تصيبهم بالضعف وتجعلهم عرضة للإصابة بأمراض أخرى.
وقالت المتحدثة باسم اليونيسيف ماريكسي مركادو "هناك زيادة في عدد الأطفال الذين ينقلون للمستشفيات وهم يعانون من حالات معتدلة أو حادة من سوء التغذية. وجرى الإبلاغ عن معظم هذه الحالات من مستشفيين في دمشق مستشفى الأطفال ومستشفى دمشق".
وأضافت أن وكالات المعونة الشريكة مع اليونيسيف في حماة وحمص وحلب وريف دمشق والقنيطرة ودير الزور وريف درعا وإدلب أكدت هذا الاتجاه المتصاعد في عدد حالات سوء التغذية بين الأطفال.
وقالت مركادو "هناك نقص في الأطباء المهرة الذين يتعاملون مع حالات الإصابة الحادة بسوء التغذية وهي حالة تحتاج إلى علاج طبي". ومضت تقول "هؤلاء معرضون للإصابة بالمرض والوفاة بدرجة أكبر من الأطفال الذين لا يعانون من سوء التغذية".
وقال اليونيسيف إنه كان هناك ما يقرب من عشر الأطفال السوريين يعانون من سوء التغذية في عام 2009 وهو آخر عام أجرى فيه الصندوق مسحا عائليا على مستوى سورية. وعانت المناطق الواقعة في شمال شرق البلاد من الجفاف لعدة سنوات قبل بدء الحرب في آذار/ مارس 2011 .
ولم يصل برنامج الأغذية العالمي إلى المستوى المستهدف البالغ أربعة ملايين يحصلون على
مساعدات غذائية في الشهر في سورية التي ارتفعت فيها أسعار الغذاء وفر الملايين من بيوتهم بحثا عن ملاذ آمن.
وأضافت بيرس أن القتال والافتقار للأمن حدا من قدرة البرنامج على الوصول إلى مناطق في محافظتي حلب والحسكة خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر.
وتابعت: "وفي مناطق أخرى وبخاصة في دمشق وريف دمشق لم يكن ممكنا الوصول إلى مزيد من المناطق بسبب احتدام الصراع".
وقالت بيرس انه في ظل الحرب الأهلية الدائرة في سورية لم يتمكن البرنامج من توصيل حصص الغذاء إلى 38 موقعا منها المعضمية على مشارف دمشق والتي حاول موظفو الاغاثة دخولها تسع مرات على مدى عام دون جدوى.
ومكنت لحظة تعاون نادرة بين الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة 1800 شخص من الفرار من البلدة المحاصرة يوم الثلاثاء لكن الألوف بقوا محاصرين لا يملكون سوى القليل من الطعام والماء والدواء.