لم تعد "حليمة صبّاح"، مديرة مدرسة "الفُخَاري" في مدينة
خانيونس، جنوب
غزة، قلقة من تأثير انقطاع الكهرباء عن مدرستها، وبخاصة عن مختبرات العلوم والحاسوب، فمدرستها بالكامل بدأت تستخدم
الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء.
وتقول صبّاح لمراسل وكالة "الأناضول" إن "مشروع توريد الكهرباء من الطاقة الشمسية جيد، وأشجع أن يطبق على جميع مدارس قطاع غزة، وبخاصة بعد أزمة انقطاع الوقود الذي كان يستخدم لتشغيل مولدات الكهرباء الاحتياطية".
ويعاني قطاع غزة من أزمة حادة في انقطاع التيار الكهربائي بدأت عام 2006 بعد قصف الكيان الإسرائيلي لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة، حيث ينقطع التيار الكهربائي مدة 16 ساعة كل 24 ساعة.
وزادت وتيرة الأزمة بعد هدم الجيش المصري الأنفاق الواصلة بين القطاع وشمال سيناء، منذ الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي، بداية شهر تموز/يوليو الماضي، وكانت تستخدم لتزويد القطاع بالوقود.
وتتوافر المحروقات القادمة عبر معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي، في محطات الوقود في قطاع غزة، حاليا، لكن سعرها يزيد على سعر مثيلتها القادمة من مصر بأكثر من الضعف.
وبدأ الفلسطينيون في غزة يستخدمون ألواح توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية منذ العام 2011 ولكن انتشارها بقي محدودا بسبب تكلفتها المالية المرتفعة جداً، حيث بلغت تكلفة تشغيل مدرسة "الفخاري" ما يعادل 135 ألف دولار أمريكي.
وتضيف صبّاح: "بت لا أخشى من تعطل مختبرات الحاسوب والعلوم، فبعدما كنا نكتفي بالجانب النظري من دروس مباحث العلوم والتكنولوجيا بسبب عدم قدرتنا على استخدام المختبرات نتيجة لانقطاع الكهرباء، أصبحنا الآن نطبق جميع الدروس عملياً فألواح الطاقة الشمسية توفر لنا كهرباء تكفي لتشغيل المدرسة كاملة".
وتتلقى 1100 طالبة من منطقة "تل الفخاري" شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة تعليمهن الثانوي في مدرسة الفخاري، ويوجد في المدرسة مختبر حاسوب يحتوي على 30 جهاز حاسوب بالإضافة إلى مختبر للعلوم.
وتأثرت العملية التعليمية في قطاع غزة بأزمة انقطاع التيار الكهربائي، وبخاصة بعد هدم الأنفاق أسفل الحدود المصرية الفلسطينية، ما أسفر عنه توقف توريد الوقود الذي يستخدمه الفلسطينيون لتشغيل مولدات الكهرباء الاحتياطية.
من جانبه، يقول حاتم شُرّاب المتحدث باسم الإغاثة الإسلامية - فرع فلسطين، وهي المؤسسة الممولة لمشروع توليد كهرباء مدرسة الفخاري بألواح الطاقة الشمسية: "طرحنا قبل عام فكرة تشغيل مدرسة الفخاري بكهرباء الطاقة الشمسية وذلك بسبب زيادة حدة أزمة الكهرباء وتأثر العملية التعليمية كثيراً بذلك".
ويضيف شراب لمراسل "الأناضول" أن "مؤسسة الإغاثة الإسلامية أرادت تجربة هذا النوع من المشاريع للتغلب على أزمة الكهرباء المستمرة في غزة منذ سنوات والتي أثرت على العملية التعليمية بشكل كبير".
ويشير إلى أن تنفيذ مشروع تشغيل مدرسة الفخاري بالطاقة الشمسية واجهه الكثير من التحديات أهمها التكلفة العالية للمشروع، بالإضافة إلى صعوبة توريد المعدات اللازمة لتشغيله عبر المعابر الإسرائيلية.
ويوضح أن مؤسسته استطاعت التغلب على التحديات التي واجهت المشروع بإقناع ممولين بأهمية المشروع لإنهاء معاناة الكثير من القطاعات الحيوية في غزة خاصة قطاعي التربية والتعليم والصحة.
ويؤكد أن مؤسسة الإغاثة الإسلامية ستقوم خلال الفترة القليلة المقبلة بتجهيز عيادات ومستشفيات ومدارس أخرى بنظام الطاقة الشمسية للتغلب قدر الإمكان على أزمة الكهرباء التي عطلت الكثير من مناحي الحياة في غزة.
ويلفت إلى أن أهم عوامل نجاح مشروع توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية هو أن الشمس تكون مشرقة في غزة معظم أيام السنة، ما يعني توفير كميات كهرباء مناسبة لتشغيل منشآت كبيرة كالمدارس والمستشفيات.
وسيتمكن مشروع توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في مدرسة الفخاري من توليد 20 كيلو واط من الطاقة الكهربائية، وهو ما يزيد عن حاجة المدرسة التي تكتفي بـ15 كيلو واط، وفق المتحدث باسم الإغاثة الإسلامية حاتم شراب.
ويخضع قطاع غزة لحصار خانق فرضه
الكيان الإسرائيلي منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة في صيف 2007، ويشتمل على منع أو تقنين دخول المحروقات ومواد البناء والكثير من السلع الأساسية، ومنع الصيد في عمق البحر.