في بلد مثل
ليبيا، ما زال يشهد عمومها، منذ اندلاع ثورة
فبراير/شباط 2011، تصاعداً في أعمال العنف والخطف والاغتيالات، رغم محاولات
الحكومة الوليدة، السيطرة على هذا الوضع المضطرب، ليس غريباً ما طالعنا به فجر
الخميس، باختطاف رأس تلك الحكومة "
علي زيدان" على أيدي مسلحين ينتمون
لما تعرف بـ"غرفة ثوار ليبيا".
الأنباء حول عملية
الاختطاف أو الاحتجاز أو الاقتياد،
التي كان مسرحها فندق "كورنيثيا" وسط العاصمة طرابلس، تضاربت، واختلفت.
فالرواية التي جاءت على لسان محمد شعبان، مسؤول الأمن في
فندق "كورنيثيا" تقول بأن "ما إجماله 150 سيارة، محملة بأسلحة
خفيفة، قدمت فجراً، إلى الفندق، وصعد مئات من المسلحين الذين كانوا على متنها، إلى
الغرفة التي يتواجد فيها زيدان، وذلك قبل أن يقتادوه إلى جهة غير معلومة"،
متحدثاً للأناضول.
واتصالاً برواية أمن الفندق، تحدث أحد حراس زيدان،
للأناضول، دون ذكر اسمه، لحساسية الوضع، على حد قوله، وقال، إن "عملية
الاختطاف تمت من داخل الغرفة الفندقية".
أما ما جاء على لسان شهود العيان للأناضول، فيقول بأن
"المسلحين قاموا بكسر زجاج سيارة رئيس الوزراء، لدى تواجده أمام الفندق، وسط
إطلاق نار، لتهريب حراس زيدان، وذلك قبل أن يقتادوه، وحده، إلى جهة مجهولة".
شهود العيان، لم يحددوا ما إذا كان زيدان لتوه في طريقه
للعودة إلى الفندق، أم أن العملية التي تمت قبل وقت قليل من صلاة الفجر، وقعت لدى
خروجه من الفندق.
وإضافة لرواية الشهود، يقول مراسل الأناضول، الذي تواجد
أمام الفندق المذكور، إنه رأى آثار الزجاج المحطم على الأرض.
على الصعيد الرسمي، أعلنت الحكومة الليبية المؤقتة، في
بيان نشرته على موقعها على شبكة الإنترنت، قيام مسلحين باختطاف رئيس الوزراء،
واقتياده إلى جهة غير معلومة.
وقالت، إن " مجلس الوزراء لا علم له برفع الحصانة عن
رئ?س الوزراء، أو أى أمر بإلقاء القبض عل?ه، داعية أي جهة لد?ها أى قرار بذلك، التقدم
به إلى الجهات المعن?ة".
"غرفة ثوار ليبيا"،وهي
غرفة أمنية يديرها مقاتلون سابقون ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي، قالت على
لسان مصادر من داخلها للأناضول، إن "عناصر من الغرفة اعتقلوا زيدان قبيل صلاة
فجر يوم الخميس من فندق "كورنيثيا" الذي يقيم فيه بالعاصمة الليبية
طرابلس.
وفي بيان نشرته على الإنترنت، قالت الغرفة، إنه تم
"اعتقاله" وفق قانون العقوبات الليبي الكتاب الثاني الفصل الأول
"الكيانات والجنح المضرة بكيان الدولة" وكذلك "الكيانات والجنح
المضرة بأمن الدولة" بأمر من النيابة على على خلفية تتعلق بـ"الرشوة
والفساد المالي".
في حين قالت مصادر أخرى قريبة من الغرفة إن اختطافه جاء
على خلفية قيام الولايات المتحدة باختطاف نزيه الرقيعي المعروف باسم "أبو أنس
الليبي"، القيادي في تنظيم القاعدة
من طرابلس.
وكانت الغرفة، قد حملت ليلة القبض على "أبو أنس
الليبي" الحكومة الليبية، المسؤولية عن ذلك، وقالت في بيان لها آنذاك، إن
"هناك أجهزة استخبارات (لم تحددها) تلعب في الدولة"، داعية إلى
"طرد الأجانب من البلاد".
وفي هذا الإطار أفاد مراسل الأناضول أن بعثات دبلوماسية
بالعاصمة الليبية تتوجه لمطار طرابلس لمغادرة البلاد إثر اقتياد زيدان لجهة
مجهولة.)