حقوق وحريات

أطباء أمريكيون يطالبون بلينكن بالتدخل لإطلاق سراح الطبيب حسام أبو صفية

محامي أبو صفية يعتقد أنه محتجز الآن في سجن عوفر- جيتي
دعت أكبر جمعية مهنية لأطباء الأطفال في الولايات المتحدة، وزارة الخارجية إلى التدخل نيابة عن مدير مستشفى كمال عدوان في غزة، حسام أبو صفية، المعتقل لدى الاحتلال الإسرائيلي، إذ أمرت المحكمة، الخميس الماضي، بتمديد سجنه لمنتصف شباط/ فبراير المقبل.

وأرسلت رئيسة الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، التي تضم 67 ألف عضو، سو كريسلي، رسالة، الخميس، إلى وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، "للسعي إلى الحصول على مساعدة الحكومة الأمريكية للاستفسار عن مكان وجود أبو صفية".

وعبّرت الرسالة نفسها عن "القلق على الأطفال، الذين أصبحوا الآن من دون إمكانية الوصول إلى رعاية الطوارئ في شمال غزة، حيث أدى مرور 15 شهرا من الهجمات الإسرائيلية المتواصلة والحصار إلى تدمير نظام الرعاية الصحية".


ويطلب خطاب كريسلي من بلينكن، أن يشرح ما تفعله إدارة بايدن من أجل تحديد مكان وجود أبو صفية، ولماذا يتم احتجازه، وما هي حالته، وتقرير حالة مستشفيات شمال غزة وقدرتها على الرعاية، وما تفعله الولايات المتحدة "لتحسين الوصول إلى رعاية الأطفال في غزة".

كذلك، رحّب مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)، الجمعة، برسالة حزب الشعب الأمريكي، عبر بيان أكد فيه أنه "يمكن للوزير بلينكن أن يرفع سماعة الهاتف ويطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالإفراج عن الدكتور أبو صفية وكل أولئك المعتقلين بشكل غير قانوني، الذين يواجهون التعذيب والإساءة على أيدي القوات الإسرائيلية".

وأضاف مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية أن "صمت إدارة بايدن بشأن اختطاف الدكتور أبو صفية، وتعذيب المعتقلين الفلسطينيين وإساءة معاملتهم من قبل القوات الإسرائيلية، يرسل رسالة مفادها أن حياة الفلسطينيين والعرب والمسلمين وكرامتهم ليست ذات أهمية بالنسبة للمسؤولين الأمريكيين".

إلى ذلك، كان مركز الميزان لحقوق الإنسان ومقره في غزة، قد أوضح، الجمعة، أنّ محكمة إسرائيلية في عسقلان قد أمرت بتمديد اعتقال الدكتور حسام أبو صفية (51 عاما)، طبيب أطفال ومدير مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، دون تهمة، حتى 13 شباط/ فبراير، وذلك دون السماح له بحضور أي محام إلى غاية 22 كانون الثاني/ يناير الجاري.

وبحسب الشهادات التي جمعها المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومقره جنيف، فإن أبو صفية تعرّض للتعذيب قبل وصوله إلى سدي تيمان وداخل السجن سيئ السمعة. فيما قال مركز الميزان لحقوق الإنسان إنّ "محامي أبو صفية يعتقد أنه محتجز الآن في سجن عوفر، داخل الأراضي المحتلة بالضفة الغربية".

تجدر الإشارة إلى أن صوت الأطباء قد ارتفع في عدد من الدول المختلفة، للمطالبة بضرورة الإفراج العاجل على الطبيب أبو صفية، بينهم جمعية المساعدة الطبية للفلسطينيين في المملكة المتحدة، التي طالبت، الخميس، الحكومة البريطانية "باتخاذ إجراءات عاجلة لحماية العاملين في مجال الرعاية الصحية والمرضى، وضمان الإفراج الفوري عن جميع العاملين الطبيين المعتقلين تعسفيا".


قالت الجمعية إن "الجيش الإسرائيلي صعّد من استهدافه الممنهج للعاملين في مجال الرعاية الصحية الفلسطينيين، حيث يحتجز المئات منهم حاليا بشكل تعسفي في ظروف غير إنسانية ". 

وأضافت أن "هذه الاعتقالات تشكل جزءا من تفكيك إسرائيل الممنهج للنظام الصحي في غزة، الأمر الذي يجعل بقاء الفلسطينيين مستحيلا".

وفي المغرب، نظم العاملون في مجال الرعاية الصحية احتجاجا، على مدار الأسبوع الماضي، للمطالبة بإطلاق سراح مدير مستشفى كمال عدوان في غزة، حسام أبو صفية. فيما وثّقوا مطلبهم الملح عبر مقطع فيديو جاب مختلف مواقع التواصل الاجتماعي. 


وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اعتقلت أبو صفية بالقوّة، بتاريخ 28 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وسط حصار مطوّل وهجوم أهوج على كامل مستشفى كمال عدوان، بمن فيه.

وفي السياق نفسه، كشف عدد من المعتقلين السابقين تم الإفراج عنهم مؤخرًا من سجن التعذيب سدي تيمان في جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة، أنهم التقوا بأبو صفية هناك.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، عقد أعضاء جماعات المناصرة الطبية، بمن في ذلك أطباء ضد الإبادة الجماعية، وصوت اليهود من أجل السلام، والمجلس الاستشاري الصحي، والعاملون في مجال الرعاية الصحية من أجل فلسطين بشيكاغو، الذين عادوا مؤخرا من العمل التطوعي في غزة، مؤتمرا صحفيا، الجمعة، في شيكاغو، طالبوا خلاله بالإفراج عن أبو صفية، و"حماية المستشفيات والعاملين في مجال الرعاية الصحية في القطاع المحاصر".

تجدر الإشارة إلِى أنه رغم الوضع القائم، لا تزال قوات الاحتلال تواصل عدوانها الوحشي على قطاع غزة لليوم الـ464 على التوالي، بينما تتجه الأنظار إلى العاصمة القطرية، في انتظار ما ستسفر عنه المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار.