سياسة عربية

"المجلس الوطني لأبناء أرخبيل سقطرى" يتبنى "الحكم الذاتي".. وترحيب إماراتي

تنظر الإدارة الرئاسية الأمريكية إلى سقطرى كمكان لنشر الرادارات وعناصر الدفاع الصاروخي- جيتي
أعلن ما يسمى "المجلس الوطني لأبناء أرخبيل سقطرى" في اليمن إقامة حكم ذاتيّ كامل الصلاحيات الأرخبيل، مؤكدا أن ذلك يأتي بسبب "البعد الجغرافي اللغوي والبيئي والاثني الإنساني، وبعد التفاوض مع الحكومة ممثلة بالمجلس الرئاسي".

ودعا المجلس في بيان له الخميس، "السلطة المحلية والأجهزة الأمنية والعسكرية لمباركة هذا الخيار؛ كونه خيار قد أجمع عليه أبناء أرخبيل سقطری.. ونهيب بكل المكونات السياسية والوطنية تأييدهم هذا القرار التاريخي المجمع عليه".

وقال؛ إنها "ترفض أي دعوة تحريضية للمظاهرات المخلة بسمعة سقطرى المسالمة، وتدعو الجميع للحفاظ على السكينة العامة ووحدة الصف نحو هدفنا المجمع عليه"، مطالبا المجتمع الدولي ودول التحالف العربي ممثلة بالسعودية والإمارات الوقوف مع خيار أبناء أرخبيل سقطری".

وأضاف: "لقد صبرنا كثيرا منذ 1967 إلى يومنا هذا لعلّ وعسى أن يتغير الوضع في البلاد للأفضل، وناشدنا كل الأنظمة المتعاقية لمراعاة خصوصية سقطرى الأرض والإنسان، ولكن لا حياة لمن تنادي، وتجرعنا مرارات الصراعات الحزبية المقيتة؛ تارة باسم القومية وتارة باسم المناطقية والديمقراطية التي دمرت الإنسان اليمني شماله وجنوبه، التي لم نكن شركاء فيها طيلة خمسة عقود من الزمن، بل فرضت علينا ودفعنا ثمنها، وذهبت العادات والقيم والموروث الثقافي للإنسان السقطري".


وأوضح أن هذا الإعلان يأتي "استجابة لدعوة المعرفين ومشايخ المراكز والمقادمة والوجهاء والشخصيات الاجتماعية والسياسية، وكل الشرفاء من أبناء محافظة أرخبيل سقطرى، في مناشدتهم لاستعادة خصوصية الأرخبيل من العبث الممنهج من قبل دعاة الإقصاء والتهميش".

وسقطرى عبارة عن أرخبيل من 6 جزر على المحيط الهندي، وكانت حتى نهاية 2013 تتبع حضرموت (شرقا)، قبل أن يصدر الرئيس اليمني السابق، عبد ربه هادي، قرارا بتحويل الجزر إلى محافظة "أرخبيل سقطرى".

ومنذ حزيران/ يونيو 2020، سيطر المجلس الانتقالي الجنوبي المنادي بانفصال جنوب البلاد عن شماله على سقطرى، بعد مواجهات محدودة مع القوات الحكومية، بدعم من القوات الإماراتية الموجودة في الجزيرة الاستراتيجية قبالة سواحل اليمن الجنوبية.

وبحسب تقارير غير رسمية نشرت في وسائل الإعلام الغربية سنة 2022، تنظر الإدارة الرئاسية الأمريكية إلى سقطرى كمكان لنشر الرادارات وعناصر الدفاع الصاروخي. ومع ذلك، فإن نشر القوات الأجنبية في الأرخبيل سيثير حتما مسألة تنفيذ السيناريو السوري في اليمن، وسيؤدي إلى توتر العلاقات بين أنصار الله والإمارات.

وتعقيبا على ذلك، وصف الأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبدالله الإعلان بأنه "خطوة تاريخية مباركة وفي الاتجاه الصحيح، مع التمنيات لـ #سقطرى_الحكم_الذاتي كل التوفيق".


وتتمتع سقطرى بتنوع حيوي وموقع سياحي مهم، جعلها من أبرز المناطق اليمنية الجاذبة للسياح قبل الحرب، وزاها العديد من السياح الأجانب، بينهم باحثون وصحفيون وسياسيون ومسؤولون.

وتتمتع الجزيرة بتفرد عالمي، حيث تزخر بنسبة عالية من النباتات والحيوانات والطيور النادرة، ما جعل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) تدرجها عام 2008، ضمن قائمة مواقع التراث العالمي.


وتشتهر سقطرى بوجود الشجرة الفريدة المسمى "دم الأخوين"، التي لا يوجد في العالم نظير لها، ما جعل السلطات تضع صورة الشجرة على فئة من العملة النقدية المحلية.

وسُجل في الجزيرة حوالي 850 نوعا من النباتات، منها حوالي 270 نوعا مستوطنة في الجزيرة، ولا توجد في أي مكان آخر من العالم، وفق المركز الوطني للمعلومات (يمني حكومي).

كما يوجد في الجزيرة 190 نوعا من الطيور، وتحتوي على أحياء مائية عديدة كالسلاحف والشعب المرجانية واللؤلؤ، حسب المصدر نفسه.

وفي آب/ أغسطس الماضي، اتهم مستشار وزير الإعلام اليمني، مختار الرحبي حينها، الإمارات بنهب أشجار وأحجار كريمة وطيور نادرة من سقطرى، دون تفاصيل أو رد إماراتي.