أعلنت مجموعة من السياسيين المحسوبين على التيار القومي في
تركيا، عن تأسيس حزب جديد بقيادة السياسي البارز يافوز أغيرالي أوغلو، الذي استقال العام الماضي من حزب "الجيد" القومي المعارض.
وفي قاعة مؤتمرات "ATO" بالعاصمة أنقرة، الاثنين، أعلن أغيرالي أوغلو مع مجموعة من القوميين عن تأسيس
حزب المفتاح (Anahtar Parti) بعد ساعات قليلة من تسليم طلب تأسيس الحزب إلى وزارة الداخلية.
وتم خلال المؤتمر إعلان قائمة أعضاء مجلس مؤسسي الحزب التي ضمت أسماء 162 سياسيا، بينهم عدد من السياسيين المستقيلين من حزب "الجيد" الذي أسس عام 2017 من قبل آخرين استقالوا من حزب "الحركة القومية"، الذي يعد أكبر حزب قومي في تركيا.
وبعد الإعلان عن القائمة، صعد يافوز أغيرالي أوغلو إلى المنصة تحت هتافات من قبيل "يافوز الرئيس" و"الأمة بحاجة ليافوز"، واستهل حديثه بالقول: "أمتنا في ورطة، والمنطقة في ورطة، وأمننا في ورطة، وخبزنا في ورطة، ونحن في ورطة".
وهاجم السياسي القومي خلال حديثه رئيس الحركة القومية دولت بهتشلي بسبب دعوته لزعيم "حزب العمال الكردستاني" المسجون في تركيا عبد الله أوجلان إلى إلقاء كلمة في البرلمان وإعلان حل التنظيم المدرج على قوائم الإرهاب ووضع السلاح.
وقال أغيرالي أوغلو: "لن نسمح بدخول رئيس أو حتى أحباء شبكة القتل الدنيئة التي تقتل أطفالنا من خلال الإرهاب منذ 40 عاما، إلى البرلمان"، معتبرا أنه "من غير الممكن الإشارة إلى أوجلان كعنوان للحل".
والأسبوع الماضي، أشعل زعيم الحركة القومية التركية، دولت بهتشلي، الأوساط السياسية المحلية بعد كشفه عن مبادرة تسفر في نهايتها عن إطلاق سراح زعيم حزب العمال الكردستاني.
وتلخصت مبادرة بهتشلي الذي يعد أحد أهم أركان "تحالف الجمهور" الحاكم الذي يقوده الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان، في قوله أمام كتلة حزبه النيابية: "إذا تم رفع العزلة عن الزعيم الإرهابي (أوجلان)، فعليه أن يأتي ويتحدث في اجتماع مجموعة حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM) في مجلس الأمة التركي، ويصرخ بأن الإرهاب انتهى تماما وتم إلغاء التنظيم".
في أعقاب ذلك، شهدت العاصمة التركية أنقرة هجوما مسلحا نفذه اثنان أحدهما امرأة، قالت السلطات إنهما من أعضاء حزب العمال الكردستاني، ضد منشأة تعود لشركة صناعات الطيران والفضاء التركية "توساش" (TUSAŞ)، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
من هو يافوز أغيرالي أوغلو؟
يعد أغيرالي أوغلو من السياسيين القوميين البارزين في المشهد السياسي الداخلي، وهو من مواليد عام 1972 وينحدر من ولاية طرابزون المطلة على البحر الأسود.
دخل المجال السياسي بعد تخرجه من كلية العلوم السياسية في جامعة أنقرة عام 1995، وشغل مناصب رفيعة في حزب الوحدة الكبير في العقد الأول من القرن الحالي.
وعام 2018، انضم أغيرالي أوغلو إلى حزب "الجيد" الذي أسسه عدد من السياسيين الذين انشقوا عن حزب الحركة القومية عام 2017.
وانتخب السياسي التركي نائبا في البرلمان عن حزب الجيد في الانتخابات العامة التي أجريت في عام انضمامه.
ترقى أغيرالي أوغلو في حزب "الجيد"، وشغل منصب نائب رئيس المجموعة البرلمانية ومن ثم منصب المتحدث الرسمي.
وعام 2023، أعلن عن استقالته من حزب "الجيد" رفضا لانضواء الحزب ضمن تحالف "الطاولة السداسية" الذي شكلته أحزاب المعارضة من أجل الإطاحة بالرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات العامة من خلال تقديم مرشح رئاسي واحد.
وشدد أغيرالي أوغلو حينها على رفضه لترشيح زعيم حزب الشعب الجمهوري آنذاك، كمال كليتشدار أوغلو، الذي خسر في جولتين انتخابيتين العام الماضي لصالح أردوغان.
الصورة الأوسع
يأتي تأسيس حزب المفتاح في وقت تشهد فيه الساحة السياسية الداخلية تطورات متسارعة يعد القوميون المتوزعون على عدد من الأحزاب المتنافسة من أبرز اللاعبين فيها، لا سيما بعد الجدل المثار حول المبادرة التي وجهها بهتشلي إلى زعيم حزب العمال الكردستاني.
كما أنه يأتي في وقت يشهد فيه حزب "الجيد" القومي المعارض تراجعا ملحوظا بعد الخسارتين الفادحتين اللتين مني بهما خلال الانتخابات المحلية مطلع العام الجاري والانتخابات العامة العام الماضي، الأمر الذي تسبب في استقالة رئيسته ميرال أكشينار من منصبها.
ما أبرز الأحزاب القومية التركية؟
◼ حزب الحركة القومية: يترأسه السياسي البارز دولت بهتشلي، ويعد أحد أهم أركان تحالف الجمهور الذي يقوده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ينظر إلى هذا الحزب الذي أسس عام 1969 من قبل ألب أرسلان توركش، على أنه الشجرة الأولى التي تفرعت عنها الحركات القومية لاحقا.
◼ حزب الجيد: يترأسه في الوقت الراهن مساوات درويش أوغلو، وهو ثاني زعيم للحزب بعد ميرال أكشينار التي قامت بتأسيس الحزب عام 2017، بعد انشقاقها من حزب الحركة القومية.
◼ حزب الظفر: هو حزب يميني قومي يتبع سياسة مناهضة للاجئين في تركيا، وجرى تأسيسه من قبل أوميت أوزداغ الذي انشق عن حزب "الجيد" عام 2021.